دين ودنيا

كلام متداول حول رؤية الهلال وتصحيح له

 

 

متابعة /أحمد الجندى.

تداول البعض الكلام التالي: [بحسب ما رأت الأرصاد الأمس.. البدر كان مكتمل ليلة ١٦ .. فاحنا كده في احتمال ولو ١٪؜ نكون صومنا يوم بدري..

وعلى هذا الاحتمال في شيء مهم

ان احتمال ليلة القدر تكون في الليالي الزوجية وليست الفردية بالنسبة لصيامنا السنادي..

فسبحان الله لعل ذلك حدث اختبار لمن يجتهد في الليالي الفردية فقط.. اختبار لصدقك وسعيك وقلبك وعملك

فتعامل مع العشر كلها كأن كل يوم فيها هو ليلة القدر. اللهم بلغنا ليلة القدر ولا تحرمنا اجرها].

ولتصحيح هذا الكلام نقول:

هذا الكلام لا عبرة به شرعًا، وذلك لأننا متعبدون بالصوم عند رؤية الهلال؛ ففي الحديث: «صوموا لرؤيته»، وقد ثبتت رؤية هلال رمضان هذا العام بعد مغرب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وبهذا يكون شهر رمضان قد بدأ.

وأما حث الناس على الاجتهاد في العشر الأواخر فلا يكون بهذه الطريقة، وإنما ببيان أن الشرع لم يحدد موعد ليلة القدر تحديدا قاطعًا، وإنما أبهمها ليجتهد العباد أكثر؛ فمن أقام جميع ليالي السنة أدرك ليلة القدر، ومن فاته القيام في غير رمضان فعليه أن يجتهد في رمضان ليدرك ليلة القدر، ومن فاته الاجتهاد في العشرين الأولى من رمضان فينبغي ألا تفوته العشر الأواخر؛ ففي الحديث الحث على التماسها في العشر الأواخر من رمضان، ومن فاته الاجتهاد في جميع العشر فلا ينبغي أن يفوته الاجتهاد في ليالي الوتر من العشر الأخير من رمضان، ومن فاته الاجتهاد في بعض ليالي الوتر فلا ينبغي أن تفوته ليلة سبع وعشرين؛ فإنها أرجى الليالي عند الجمهور أن تكون ليلة القدر.

وعلى كلٍّ فالأجر على قدر المشقة؛ فليس من اجتهد في جميع السنة كمن اجتهد في رمضان فقط، وليس من اجتهد في جميع رمضان كمن اجتهد في العشر الأخير فقط، وليس من اجتهد في العشر كله كمن اجتهد في ليالي الوتر فقط، وليس من اجتهد في ليالي الوتر كم اجتهد في ليلة سبع وعشرين؛ فليجتهد كل واحد منا أن تكون لياليه كلها ذات قدر وشرف بكثرة العبادة والذكر والطاعة وقراءة القرآن، والله أعلم.

كتبه/د.أحمد محمد عبد العظيم،أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock