الكنز المدفون في الأراضي المصرية
لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
تعتبر الرمال السوداء أحد الكنوز الطبيعية في مصر، التي تتمتع بنحو أحد عشر موقعاً غنياً بتلك الرمال. تعتبر الرمال السوداء رواسب شاطئية، سوداء اللون، تتراكم على بعض الشواطئ بفعل التيارات البحرية لهذه الشواطئ، وتحتوي على معادن الهامة، التي تدخل في العديد من الصناعات، من أبرزها معادن الروتيل والألمنيت، التي تستخدم في صناعة البويات، وهما ما كانت مصر تستوردهما من الخارج. كما تحتوي على معدن الزركون المستخدم في صناعة السيراميك والعوازل والخزف والأسنان التعويضية، فضلاً عن استخراج عنصر الزركونيوم منه لاستخدمه في صناعة أغلفة الوقود النووي وفي العديد من الصناعات النووية والاستراتيجية الأخرى. تحتوي الرمال السوداء كذلك على مادة الجرانيت اللازمة لصناعة فلاتر المياه والصنفرة، ومادة الماجنتيت المستخدم في صناعة الحديد الإسفنجي وتغليف أنابيب البترول، بالإضافة إلى معدن المونازيت المشع المستخدم في صناعات الإلكترونيات. وأخيراً تعتبر الرمال السوداء مصدر للحصول على اليورانيوم اللازم للوقود النووي.
كل هذه الصناعات قائمة على الرمال السوداء، التي كانت تصدر للخارج في صورتها الخام، قبل أن يصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراه بوقف تصديرها، وقراراً بإنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء، كما أصدر القانون رقم 8 لسنة 2019 بالترخيص لوزير الكهرباء في التعاقد مع هيئة المواد النووية والشركة المصرية لرمال السوداء للبحث واستكشاف وتعدين المعادن الاقتصادية ومنتجات من ركائز الرمال السوداء، لتبدأ، بذلك، عجلة التصنيع والاستفادة من الرمال السوداء.
ومن هذا المنطلق قامت الشركة المصرية للرمال السوداء بشراء الكراكة الهولندية “تحيا مصر”، التي وصلت إلى البرلس يوم 15 أغسطس، والمصممة للعمل في مجال استخلاص الرمال السوداء. واختيرت محافظة كفر الشيخ كبداية لهذا المشروع العملاق، بهدف توفير فرص عمل لأبناء المحافظة، فتم، بالفعل، إنشاء مواقع للرمال السوداء فيها؛ الأول شرق البرلس بخبرة مصرية أسترالية، والموقع الثاني شمال الطريق الدولي بخبرة مصرية صينية.
يشارك في هذا المشروع كل من محافظة كفر الشيخ، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وهيئة المواد النووية، وبنك الاستثمار القومي، وتقدر استثمارات مصنع الرمال السوداء في شمال البرلس، فقط، بنحو 24 مليون دولار. ومن هنا نؤكد أن الدراسات الأولية تشير لأن حجم الرمال السوداء الموجودة في مصر، يمثل أكبر احتياطي للرمال السوداء في العالم … وهكذا تمضي مصر، كل يوم، بخطوات ثابتة للأمام، في كافة مجالات التنمية، من خلال الإدارة الرشيدة لمواردها وثرواتها، وحسن استغلالها.