“خلصنا يا صاحبي”.. هكذا ودّع شابان مقاعد الثانوية العامة
غـ.رق طالبان بعد إنتهاء إمتحانات الثانوية العامة بالغربية
فاطمة الشوا
في لحظة كانت من المفترض أن تكون بداية لحياة جديدة، تحولت فرحة النجاح إلى جنازة، وبدلًا من الزغاريد.. ارتفعت أصوات النحيب في كفر المنصورة التابعة لمحافظة الغربية.
“خلصنا يا صاحبي”.. هكذا ودّع شابان مقاعد الثانوية العامة، وقررا الاحتفال بنهاية المشوار الدراسي في رحلة إلى الساحل الشمالي، وتحديدًا مارينا.
تحركا من قريتهما في الواحدة صباحًا، لا يحملان سوى الحماس والأمل والضحكة التي لطالما انتظرا أن يطلقاها بعد شهور من الضغط والتعب.
وصلا في ساعات الفجر الأولى، لكن البحر لم يكن رفيقًا للفرحة هذه المرة.
غرق الشابان فور نزولهما إلى المياه.
تمكن رجال الإنقاذ من انتشال جثمان أحدهما، وهو شاب وحيد لأهله، لا شقيقات ولا أشقاء، كان كل العائلة في عيون والديه.. واليوم، بات البيت فارغًا من الضحكة والصوت.
أما الآخر، فاسمه “يوسف”، وكان أحد ولدين فقط لأسرته. وحتى لحظة كتابة هذا الخبر، لا يزال البحث جاريًا عنه، وأمل عائلته معلق بين موجة وأخرى.
رحم الله الشابين، وألهم ذويهما الصبر، ونسأل الله أن يُكتب ليوسف الرجوع إلى حضن أهله، حيًّا أو مُكرّمًا.
