مع بداية التجربة الحزبية مع مصر وارتباطها بالحياة النيابية ، سادث ثقافة الحزب الوحيد المسيطر والمهيمن علي البرلمان المصري والداعم للحكومة علي طول الخط ، علي الرغم من التعدد الحزبي والمنصوص عليه في الدساتير المتتابعة من دستور ١٩٢٣ وحتي دستور ٢٠٢٤ والتي تؤكد علي أن النظام السياسي المصري يقوم علي التعددية الحزبية والسياسية .
ففى الفترة السابقة علي ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ ، كان حزب الوفد يمثل الأغلبية سواء في مجلس النواب أو في مجلس الشيوخ ..وكلاهما كان داعما لحكومة الوفد دعما مطلقا .
الدكتور محمد حجازي
ومع عودة التعددية الحزبية في عهد الرئيس محمد انور السادات ، كان الحزب الوطني الديموقراطي الذي أسسه وتراسه الرئيس السادات هو المسيطر والمهيمن علي الحياة النيابية .
وطوال فترة حكم الرئيس مبارك ( ١٩٨١ وحتي يناير ٢٠١١ ) ، ظل الحزب الوطني الديموقراطي هو المهيمن علي مجلسي الشعب والشورى ، وكلاهما كان داعما لحكومة الحزب الوطني دعما مطلقا . بل إن بعض الوزراء جمعوا بين سلطة التشريع ( عضوية مجلس الشعب ) وسلطة التنفيذ ( عضو في الحكومة )
ومع قيام ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ، سيطر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان علي مجلسي الشعب والشورى ، وكلاهما كان داعما لحكومة الإخوان دعما مطلقا .
ومع قيام ثورة ٣٠ يونيه ٢٠١٣
ومع التعدد الحزبي ، وعدم حصول حزب علي الأغلبية ، تبني اللواء سامح سيف اليزل تكوين ائتلاف دعم مصر في مجلس نواب ٢٠١٥ ليكون ائتلافا يمثل الأغلبية المسيطرة علي مجلس النواب دعما للحكومة وقتئذ .
ومع انتخابات مجلس نواب ٢٠٢٠ ، حصل حزب مستقبل وطن علي الأغلبية . وبات هو الحزب الوحيد المسيطر علي مجلس النواب ..وتم اختيار رئيس المجلس والوكيلين ورؤساء اللجان النوعية ووكلاءها من حزب مستقبل وطن .
وخلال الفترة من يناير ٢٠٢٠ وحتي قبل نهاية ديسمبر ٢٠٢٤ ، ساد في الأوساط السياسية أن حزب مستقبل وطن هو حزب الرئيس عبد الفتاح السيسي .. علي الرغم من أن الفقرة الأخيرة من المادة ١٤٢ من الدستور المصري تنص علي أنه ( لا يجوز لرئيس الجمهورية أن يشغل منصبا حزبيا طوال مدة رئاسته ).
اليوم يظهر حزب جديد في صورة تكتل حزبي كبير هو الجبهة الوطنية في توقيت تستعد فيه الأحزاب السياسية القائمة والبالغ عددها ١٠٣ حزبا سياسيا لانتخابات مجلس الشيوخ في منتصف العام الحالي ..ثم انتخابات مجلس النواب في نهاية العام الحالي .
والسؤال الآن :
—————-
هل نشهد انتقالا لهيكل الحياة الحزبية في مصر من سيطرة الحزب الوحيد علي الحياة النيابية الي نظام الحزبين الكبيرين ( حزب مستقبل وطن وحزب الجبهة الوطنية ) علي غرار النموذج الأمريكي ( الحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري ) وعلي غرار النموذج البريطاني ( حزب العمال وحزب المحافظين ) .
وننتقل بالسؤال الي منحي اخر
هل نشهد أفول نجم حزب مستقبل وطن وصعود نجم حزب الجبهة الوطنية ..فنظل في حلقة سيطرة حزب وحيد علي الحياة النيابية المصرية مع اختلاف اسم الحزب المسيطر .
د. محمد حجازى استاذ العلوم السياسيه والإقتصاد
فمع بداية عام جديد ، ومع فتح باب عمل توكيلات للحزب الجديد ( حزب الجبهة الوطنية ) ، وتوافد قيادات وأعضاء وكوادر أحزاب أحزاب قائمة – بما فيهم الحزب الكبير المهيمن علي الحياة النيابية في مصر – علي مقار الشهر العقاري في مختلف أنحاء الجمهورية لعمل توكيلات ( فيما يسمي. التهافت والقفز من المركب الي السفينة ) .يقودني هذا الي طرح تساؤل جديد وهو :
هل سنشهد تغييرا في قواعد اللعبة السياسية والكراسي البرلمانية
الاختبار في جولتين انتخابيتين هذا العام
الجولة الأولي : ( انتخابات مجلس الشيوخ) في منتصف العام الحالي
الجولة الثانية : ( انتخابات مجلس النواب ) في نهاية العام الحالي.