أعرف “عمر زهران ” منذ أوائل الثمانينيات تحديدًا منذ اليوم الأول في جامعة القاهرة ، اجتمعنا علي حب الفن .. إتحدت طموحاتنا وتأصلت مع مذهب “سقراط ” و أن “الفضيلة علم والرذيلة جهل ” ومنطق ارسطو وجمهورية افلاطون واكتحلنا بقيم “الحق والخير والجمال ” في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة ،وبينما انخرط “عمر ” في الإخراج اتجهت إلي الإلتحاق بتمهيدي الماچستير ،ثم دراسة النقد بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون و الصحافة وانشغل كل منا بحب الفن علي طريقته ،واقتصرت لقاءتنا في المناسبات الفنية والثقافية وعلي فترات متباعدة و مؤخرًا يجمعنا كزملاء دفعة لتقليب ذكريات الماضي ،نصلي معًا جماعة في شقته ،واشهد أن “عمر ” علي المستوي الإنساني والأخلاقي لم تغيره الشهرة التي حققها بعرقه وموهبته ولم تعميه الأضواء واحتفظ بفطرته وبنقائه وامانته رغم توسع دوائر معارفه و انتشاره .
من يُقَلب حساب “عمر” في الفيس بوك و”بوستاته”من السهل ان يرسم شخصيته النقية ، فتارة تجده مهمومًا بمشكلات وازمات الحياة اليومية كمواطن في الشارع المصري “يَهْجُو ويمدح يحذر وينبه ” و يفخر بالتغييرات التي وقعت في مصر في الجمهورية الجديدة،سعيدًا بثورة التغيير الشامل لإستعادة صورة مصر التي يحبها الجميع .وتارة اخري وبقلب سليم يشيد بتجارب زملائه المبدعة في الوسط الفني والثقافي .
كل هذه الملامح تجمعت طوال الأسبوع الماضي في صورة مظاهرة حب غير مسبوقة واستفتاء فني وشعبي علي نزاهته وتقديره بعد محنته الأخيرة والاتهامات الموجهه اليه و التي صدمت الجميع وتعددت شهادات التعاطف ورسائل الحب “لعمر ” علي خلفية مكارم اخلاقه وحسن سيره وسلوكه سواء من زملائه في الوسط الفني والإعلامي أو اصدقائه ومحبيه علي صفحات التواصل الاجتماعي ، ردًا علي اتهامه بسرقة مجوهرات الفنانة التشكيلية «شاليمار شربتلى» زوجة المخرج «خالد يوسف» وهو اتهام قيد التحقيق والقاعدة القانونية تقول ان المتهم برئ حتي تثبت إدانته .
” عمر ” طوال مسيرته الجامعية والمهنية وكما يقولون “لسانه حلو” مع كل من اقترب منه و”قلبه مفتوح ” دائما يسع الجميع و انسان “أمين ونبيل وشهم ونظيف اليد “،ورغم تنوع نشاطه الإبداعي فإنه يفخر دائما بأدواره الوطنية في فيلم “الممر ” إخراج شريف عرفه و مسلسل ” الكتيبة 101 ” ،بينما كان يستعد بسعادة لتجسيد شخصية الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ،وأعمال ” عمر” في العموم مؤثرة وترسم ملامحه واخلاقه علي المستوي الانساني رغم صغر مساحتها ،و” عمر “علي المستوي الإعلامي كاتب مبدع ومحاور تليفزيوني متمكن يذكرنا بالمحاورين العظماء ” سمير صبري ومفيد فوزي وطارق حبيب ..والمعني الذي أقصده انه فنان مبدع ومتكامل “والفن لو لمس ضمير انسان عمره مايكون ابدًا سارق أو ظالم “..
قبل ان اسطر هذا المقال حاصرني صورة عمر في مسلسل “قلع الحجر ” و تتر مسلسل ” شيخ العرب همام ” بطولة الممثل العملاق يحيي الفخراني كلمات الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودي بصوت المطرب العملاق علي الحجار واجدها تعبر عن محنة “عمر ” وتقول كلماته:
واقف في وش الرياح.. ما وقفشي تجديفك
لا الروح تعبت ولا كلت مجاديفك
الليل إذا سد بابك تحدفه برجليك
حالف تخلي الزمن يمشي علي كيفك
هو الزمن عمره مع حد إدي وخد ؟
ولا الزمن عمره مشي علي كيف حد ؟
لا الشمس رجعت مرة في كلامها ولا في يوم هربت من أيامها لما العدا تنظرك تفارقها أحلامها ياللي المناهدة بقت طبعك شتاك صيفك
ندَّاهة ندهت.. لجيت نفسك نسيت أهلك
ومشيت ورا حلم.. تستاهله… ويستاهلك
لو النيران انطفِت.. تصرُخ بها.. توَلَّعْ
وتخش في لهيبها.. لا تِنْضَرّ.. ولا تهلك
زعبوبة جات في الزمن جلبت سنينك جلب
يا قلب من غير بدن ويا بدن بلا قلب
إنت اللي لا تهزيت في يوم.. ولا خوفك خوفك
واقف في وش الرياح.. ما وقفشي تجديفك
لا الروح تعبت ولا…. كلت مجاديفك
••
أخيرًا نثق في نقاء “عمر ” وزمن البراءة والفضيلة الذي تربي فيه ونزاهة الجهات النيابية المسئولة التي حققت معه لكشف لغز وطلاسم القضية وسر اتهامه و نفتخر بعدالة وعظمة القضاء المصري الشامخ أمس واليوم وغدًا .•