نعم إنها بوابة المرض وقد تكون سبباً في تدمير الجسد، أو سبباً في صحته، لذا سنعيش مع هذا العضو لحظات نتعرف فيها على أهميتها وعلاقتها ببعض الأمراض مثل السكر والكساح وغيرها .
خلق الله أعضاء الإنسان وجعل لكل عضو فيه وظيفة، لكن هذه الأعضاء لايعمل كل عضو منها بمفرده، وانما جميعها تعمل في تكامل وتناسق مستمر فيما بينها، ليبقى الإنسان ينعم بصحته على قيد الحياة الى ماقدر الله له أن يبقى فيها .
ومن هذه الأعضاء عضوا سنفرد له الحديث تفصيلا ألا وهو المعدة .
المعدة، هذا العضو يعد من أخطر الأعضاء تأثيرا في سلامة الجسد وصحته أو إصابته بالأمراض الخطيرة في حال إصابتها هي بالمرض، ورغم أنها لاتلعب دورا كبيرا في عملية الهضم لكن سلامتها تؤثر على صحة وسلامة باقي الأعضاء التي تقوم بعملية الهضم الكامل للغذاء وامتصاص هذا الجزء المهضوم .
لكن ماهي الإفرازات والعصارات. التي بالمعدة ؟
تحتوي المعدة على حمض الهيدركلوريك والذي يتم إفرازه من الخلايا الجدارية المبطنة للمعدة وكذلك تحتوي على العصارة المعدية والتي بها انزيمات مثل انزيم الرنين والببسين والذي يعمل الأول منها على عملية تخثر اللبن في حالة الرضاعة لذا فإنه يتواجد في معدة الأطفال بكثرة أثناء فترة الرضاعة ويعمل انزيم الببسين على تحويل جزء من بروتينات الطعام الى مشتقات البروتين، كما تحتوي المعدة على انزيمات تعمل على قتل الميكروبات التي تم دخولها مع الطعام، ولاتُهضم المعدة البروتينات هضماً كاملاً حيث يتم هضمه وباقي الغذاء كاملاً داخل الأمعاء الدقيقة وذلك بواسطة الانزيمات الموجودة بعصاراتها أو تلك التي جاءت إليها عبر قنوات من البنكرياس أو العصارة الصفراوية من الكبد والتي تساعد في استحلاب الدهون لتسهيل هضمها فيما بعد.
والسؤال كيف تؤثر المعدة في اصابة الإنسان بمرض السكر وغيرها من الأمراض؟
ذكرنا من قبل أن المعدة تعد البوابة الرئيسية للكثير من الأمراض فكيف ذلك ؟
يلعب حمض الهيدروكلوريك دوراَ مهماً في ضبط معظم العمليات الحيوية للمعدة وباقي الأعضاء بالجهاز الهضمي بل وتؤثر في امتصاص كل من العناصر المعدنية والفيتامينات وكذلك يؤثر في اصابة الجسم بالعدوى البكتيرية، وحيث أن الكالسيوم والحديد وبعض العناصر تحتاج إلى وسط حامضي في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة وتحديدا في الإثنى عشر وبالتالي فان نقص إفراز حمض المعدة يؤدي إلى نقص امتصاص هذه العناصر مما يُعرض الإنسان للإصابة بهشاشةِ العظام أو الكساح وكذلك مرض فقر الدم وزيادة مرات التنفس وزيادة ضربات القلب وهذا أولا.
كما يعمل حمض المعدة على تنشيط الإثنى عشر على أن يفرز العصارات الهاضمة الخاصة به مما يساعد ذلك على هضم الغذاء وامتصاصه، وهذا ثانيا .
وعند نشاط الإثنى عشر فإن ذلك يؤدي إلى تحفيز البنكرياس وتنشيطه لفرز العصارات الهاضمة وكذلك تحفيزه على إفراز هرمون الأنسيولين الذي يخفض مستوي السكر في الدم وهرمون الجلوكاجون الذي يعمل على انطلاقه من الكبد الى الدم فيؤدي الى زيادته في حال نقصه في الدم، لعمل هذا وذاك على ضبط مستوى السكر في الدم .
كم أن المعدة تعمل بهذا الحمض المعدي والإنزيمات على قتل البكتريا التي قد تدخل مع الطعام .
وبالتالي فان نقص حموضة المعدة والخلل في عملها كما رأينا قد يؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض رغم ان هذه الأمراض ليست من خلل في افرازات المعدة وحدها لكن للمعدة دورا كبيرا فيها .
فماهي هذه الأمراض الناتجة عن خلل إفرازات المعدة ؟
1-الإصابة برعشة وقشعريرة والقئ والإسهال في حال نقص حموضة المعدة
2- الشعور بحرقان في اعلى الصدر والمرئ وذلك بسبب ارتفاح حموضة المعدة .
3- قرحة المعدة، وذلك بسبب اصابتها بالتهابات حادة في الغشاء المبطن لها من الداخل وزيادة افراز حمض المعدة .
4-هشاشة العظام ومرض الكساح نتيجة نقص حمض المعدة حيث أن امتصاص الكالسيوم من الإثنى عشر يحتاج لوسط حمضي وكذلك امتصاص الحديد وفيتامين B يتأثران بنقص حموضة المعدة .
5-عسر الهضم والشعور بالإنتفاخ في الجزء العلوي من البطن يرجع الى نقص افراز انزيمات وحموضة المعدة .
6- تسوس الأسنان، ويرجع سببه الى ارتجاع حمض المعدة إلى المريء
7- خلل في وظائف الكبد وانزيمات البنكرياس، حيث ان الحموضة المناسبة في المعدة تحفز الإثنى عشر والذي بدوره يحفز كل من البنكرياس على افراز عصارته وهرموناته وبالتالى يحفز الأخير الكبد .
8- الإصابة بمرض السكر وبالإضافة للعوامل الوراثية واستعداد الجسم للإصابة بالمرض، فإن للمعدة دوراً مهماً في ذلك بسبب نقص إفراز حمض المعدة وبالتالي التأثير على انزيمات الإثنى عشر تأثيرا مباشرا، مما يقلل من نشاط البنكرياس لأن هذا الأخير مرتبط بنشاط الإثنى عشر .
لكن كيف نحمي المعدة من الأمراض والمحافظة على سلامتها؟
علينا أن نتبع سلوكاً غذائياً سليماً، وذلك عن طريق الإبتعاد عن تناول المسكنات والمهدئات والخمور والكحوليات، وعدم شرب المياه شديدة البرودة أو الساخنة جدا، وكذلك عدم الإفراط في تناول المضادات الحيوية وعلاجات الروماتيزم والإبتعاد عن تناول الأغذية التي تحتوي على مواد حافظة أو تلك التي تحتوي على مكسبات طعم ورائحة أو التي بها ألواناً صناعية، وكذلك ومن اخطرها كثرة تناول القهوة والنسكافيه، حيث أنها تصيب في جميعها المعدة وكذلك تؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة آخرى مثل مرض السرطان .
لذا كانت المعدة هي البوابة الأولي للكثير من الأمراض التي تصيب جسم الإنسان والذي خلقه الله للعبادة فوجب عليه أن يحافظ على صنع الله ولايدخل إليه مايضر به أو بسلامته وكان من صنع نفسه .