مقالات

سمير الدسوقي يكتب : اللاجئون والأزمة الاقتصادية

سمير الدسوقي يكتب : اللاجئون والأزمة الاقتصادية

الإنسان المصري بطبيعته السمحة النقية يكاد يخلو من العنصرية والاستعلاء على الآخر ؛ فدعاؤه بين نفسه أوفي المسجد أو الكنيسة ، أن يَمُن الله على الدول العربية التي مزقتها الصراعات والفتن والحروب بالأمن والأمان والاستقرار ، وأن يعود أهلها إلى أوطانهم سالمين وقد تعافت أوطانهم ، فالمصري تجاه اللاجئين من العرب أوالأفارقة عبر التاريخ لم يعرف أبداً إغلاق أبواب بلده الكريم أمام اللاجئين،فالانصهار الاجتماعي دون قيود، بلا مخيمات معزولة لمن جاء لائذاً بمصر، يرجو الأمان والبعد عن آلام بلده.

والمشاعر الشعبية المصرية تفيض ترحاباً وحُسن معاملة، وعن الزيجات بين مصريين ومصريات وآخرين من جنسيات اللاجئين المختلفة، حدث ولاحرج؛ فهي أكثر من أن تُعد أوتحصى، وأيضا اسألوا عالم الفن والسينما طوال القرن الماضي كله، فكثير من النجوم والنجمات في السينما المصرية هم من أصول سورية وعراقية ولبنانية وأرمينية، ولا يشعر المواطن المصري تجاه أي منهم بغضاضة أو كراهية أو رفض؛ بل إعجاب وتقدير بلا حدود، والأغلبية الساحقة منهم حصلوا على الجنسية المصرية نتيجة الإقامة لسنوات وسنوات.

 قضية اللاجئين أو ضيوف مصر في مصر تفرض نفسها رسمياً وشعبياً؛ لأن الأرقام كبيرة جداً ، أكثر من 10 ملايين لاجئ ومقيم، يمثلون ما يقرب من 10 في المائة من أهل مصر – وهل تعلم أنه لم يُسجل من هذه الملايين بوصفه لاجئاً في الأمم المتحدة سوى أقل من 400 ألف فقط – هؤلاء ينتظرون الإقامة ، أو العودة إلى بلدانهم حين ميسرة، فالحروب قائمة والأمن غائب، والنظم في بلدانهم لا اهتمام لديها بعودة الأبناء.

والأزمة الاقتصادية في مصر يربطها البعض بتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إليها، رغم أن هناك عوامل عديدة لهذه الأزمة الاقتصادية ، بعضها بفعل الداخل، والبعض الآخر نتيجة تطورات إقليمية لا يمكن إغفالها واشتعال كل حدود الوطن والحصار الغير معلن من الصهيو أمريكي والأزمات الدولية، إذن وجود المشاعر الشعبية المصرية الغاضبة، مع الواقع الجديد، بات أمراً يتجاوز خبرتهم التاريخية ؛ لأن الذين اعتادوا الهدوء في أحيائهم، أو السكن بإيجارات معقولة تتناسب مع دخولهم المحدودة، أو الذين يشترون احتياجاتهم اليومية بما يمكنهم تحمله، حين يفقدون هذه الحقوق، فمن الطبيعي أن يجدوا في مجموعات اللاجئين أنهم هم الذين تسببوا في فقدان تلك الحقوق.

ولكني أعتقد أنه لا توجد دولة فى العالم جميع حدودها ملتهبة، وتُشَن عليها ضغوط سياسية واقتصادية، وتنظيمات إرهابية تم توطينها، بجانب حروب الجيل الرابع والخامس، وشائعات من كافة الاتجاهات، بتخصيص قنوات فضائية معادية فى الخارج هدفها الأول والأخير محاربة الدولة، كل ماسبق تتعرض له مصر فقط.

ومصر أفسدت على الغرب مخططات عديدة فى إعادة ترتيب وتقسيم منطقة الشرق الأوسط من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير، وهو ما ظهر جليا فى عام 2011، وخرج الشعب فى ثورة 30 يونيو لازاحة الإخوان حيث إن تلك الجماعة كانت جزءا من المخطط الغربى، وبدأت مصر فى إعادة ترتيب البيت من الداخل، بالإضافة إلى أنها سعت إلى تهدئة الأوضاع فى بعض الدول التى كانت بها صراعات ، كما قامت بامتلاك القدرة العسكرية لحماية أمنها القومى من كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وقضت على التنظيمات الإرهابية فى سيناء، فبدأت السهام الخونة المسمومة من خلال منصاتهم وقنواتهم فى التشكيك فى الدولة وقدراتها وإمكاناتها، مستغلة الظروف الاقتصادية العالمية و تأثيراتها على كل دول العالم وبالطبع مصر. وجاء يوم 7 أكتوبر الماضى لتقف مصر أمام العالم كله، وبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى تحركات سريعة لعدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية، ورفض أية محاولات للتهجير، وبالفعل الصوت المصرى أصبح مسموعا بقوة فى العالم، رغم كل الضغوط الخارجية، إلا أن مصر هى الداعم الأول للقضية الفلسطينية، لتؤكد أنها القوة الفاعلة فى المنطقة، رغم كل المؤامرات.

مصر قادمة وأبناؤها قادمون ؛ لأن لديهم كل مقومات الدولة العظمي حيث الشعب وملايين الشباب، نقدر نبني ونعمر أراضي واسعة ومشروعات في كل مكان وطموح قيادة ليس له آخر، وفرص ذهبية للاستثمار الأجنبي وموقع جغرافي فريد مع تغير في خريطة التجارة العالمية ومصر في القلب منه.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock