مقالات

الدكروري يكتب عن تضيع النسل والثروات

الدكروري يكتب عن تضيع النسل والثروات

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد،

إن ما يقي الأفراد والشعوب والأمم من مغبة هذه الآفة المشؤومة وهي آفة النفاق التي تفرق الشمل، وتضيع الجهود، وتبدد الطاقات، وتضيع النسل والثروات،

هو الإنتصار على النفس وهواها بزيادة الإيمان بالله تعالى، وحُسن اللجوء إلى الله عز وجل حين يضعف الإيمان ويوسوس الشيطان، وتقديم المصلحة العامة على أي مصلحة أو نفع شخصي، ونشر العدل، واحترام كرامة الفرد،

محمد الدكروري
محمد الدكروري

وتوفير ضروريات الحياة حتى لا يكون ضعاف النفوس من الأفراد لقمة سائغة لأعداء الأمة، وتربية النشء وكافة المجتمع.

على معنى الانتماء وحب الوطن، وإبراز نماذج المخلصين من أبناء الأمة، وكيف مجدهم التاريخ ورفَع من شأنهم، وإبراز نماذج الخائنين من أبناء الأمة،

وكيف لعنهم التاريخ وحط من قدرهم،

وكذلك التفكر في نتائج هذا الأمر الذي تعافه الفطرة السليمة فالخائن مهما انتفش فهو في نفسه وضيع، وفي أنفس الناس كذلك فهو سيئ السمعة في حياته وبعد مماته، بل يخلف عارا تتوارثه ذريته من بعده، فتعيش منكسرة ذليلة منبوذة، فالتاريخ لا يمجد خائنا، ولا يعلي له قدرا،

علاوة على المصير الذي ينتظره بين يدي الله سبحانه وتعالى، فعليكم بالإتقان عباد الله فإنه كما أن الإتقان مطلوب ومرغب فيه في حفظ القرآن وتعلمه،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران” رواه مسلم.

وهكذا في سائر العبادات، فالإحسان أمر مرغوب، والإتقان جميل ومطلوب،

وهذا هو الإتقان الذي تميزت به أمة الإسلام، وسادت الأمم لما تمسكت به،

الإتقان مطلوب في كل شيء لأنه إحسان والله يحب المحسنين، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله كتب الإحسان على كل شيء،

فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلةَ،

وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته” رواه مسلم، إذن حتى في ذبح البهيمة وإزهاق روحها،

يجب أن يكون هذا بإتقان حتى لا يفقد الإحسان بتعذيب هذه البهيمة، وكما أن الإتقان يؤجر عليه المسلم إذا كان ابتغاء مرضاة الله تعالي فلا تحرم نفسك الأجر إذا كنت متقنا، وإن من الخسارة أن يكون الهدف الوحيد من الإتقان هدفا دنيويا، حتى في أعمال الدنيا، كالوظيفة وغيرها.

 

فغير المسلمين تجد منهم من يتقن عمله ولكنه لا يؤجر عليه،

والله يجازيه به في الدنيا، أما المسلم فينبغي له أن يجعل الهدف الأول رضا الله تعالي لأنه أولى الأهداف،

وأنت أخي الكريم لا شك أنك تتمنى أن يعاملك الناس بالإتقان في جميع الأمور، وإذا اشتريت آلة تبحث عن الشركة التي تتقن الصنع، وكذلك أنت يجب أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، فإن هذا من كمال الإيمان،

كما قال صلى الله عليه وسلم ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” رواه البخاري ومسلم،

وهكذا في المعاملات الدنيوية مطلوب منا أن نتقن أعمالنا،

فأنت أيها المسلم حري بك أن تكون أكثر الناس حرصا على الإتقان في وظيفتك، أو مهنتك، أو عملك،

وأن تكون قدوة لغيرك في ذلك، وهذا في كل وقت لأنك تعلم أن الله مطلع عليك، فلا يكون إتقانك لأجل أحد من المسؤولين، ولكن اجعل عملك وإحسانك خالصا لوجه الله تعالي.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock