مقالات

الدكروري يكتب : الإتقان في العمل من الوفاء

الدكروري يكتب : الإتقان في العمل من الوفاء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين الموافق 5 أغسطس 2024

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد، ينبغي لنا أن نعلم أن الإتقان في العمل من الوفاء بالعقد،

وأن التقصير ونقص العمل من الخيانة وإخلاف الوعد، والله تعالى يقول ” يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ” فكما تريد أن تأخذ راتبك وأجرتك كاملة،

يجب أن تؤدي عملك كاملا، بغض النظر عن راتبك قلّ أو كثر،

وسواء قدرت جهودك أم لا، وسواء كرموك أم نسوك،

ولا تترك الانضباط والإتقان بسبب ما تراه من تسيب بعض الموظفين أو العاملين معك فتقليدهم لن يعفيك أمام الله تعالي إن أهملت واجبك،

وأنت ما دمت رضيت بعملك، وأبرمت العقد على القيام به.

محمد الدكروري
محمد الدكروري

فقم به على أكمل وجه، وإن لم يقدر جهدك مسؤولك،

فالمهم أنك أرضيت ربك،

وكسبت الكسب الحلال الذي لا إثم فيه ولا شبهة، وكما إن ترك الإتقان يجر على الناس الويلات،

وأحيانا يعرض حياة الناس للخطر، فانظر كم يخسر العالم من أرواح وممتلكات بسبب الصناعات الرديئة غير المتقنة، فالإتقان محمود في كل شيء وصاحبه ممدوح في الدنيا والآخرة، رزقنا الله وإياكم الإتقان،

ورضا الرحيم الرحمن، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، فيا أيها الناس إن الإنسان في هذه الدنيا مكلّف بأداء الأمانة التي تحملها،

والناس في أداء الأمانة مختلفون فمنهم المقصر ومنهم المجتهد، ومنهم المتقن لأداء أمانته على أكمل وجه، والمؤمن مأمور بإتقان العمل في كل شيء حتى في أمور الدنيا، بل إنك تجد المتقن لأمور الآخرة.

متقنا لأمور الدنيا، والعكس بالعكس، ولنتأمل حالنا في إتقان العمل،

فهل نحن متقنون لأعمالنا، فكلما أتقن العبد عمله زاد أجره عند ربه عز وجل فعلى قدر إتقان العمل يزداد الأجر،

ولنا في الكون فكرة وعبرة،

فالله تعالي كل أفعاله في غاية الإتقان، فانظر إلى السماء وحُسنها هل ترى لها من فطور،

وكيف رفعها الله في أحسن صورة بلا عمد،

وانظر إلى نفسك وخلقك، فقد خلقك الله تعالي في أحسن تقويم،

وكلما قلبت نظرك في خلق الله زاد إيمانك، وعلمت أن الخلق أوجده الله على أحسن حال وأتقن صورة،

ولننظر إلى رسولنا المصطفي صلى الله عليه وسلم كيف كان أداؤه لعمله، فقد كان صلى الله عليه وسلم أتقن الخلق لعمله، حتى مع بلوغ أعلى درجات الجنان، ومغفرة الذنوب، يتقن عمله.

فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه،

فقلت لما تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر،

قال صلى الله عليه وسلم “أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا” وانظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته كيف كان يصلى بخشوع وسكينة،

وكيف كان يقضي وقته كله في عبادة ربه، وهكذا أصحابه من بعد يقتفون أثره، ويهتدون بسنته صلى الله عليه وسلم.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock