مقالات

المنصات وأتمتة العملية التعليمية..

مؤسسات تعليمية ومراكز تدريبية بلا أوراق و حكومات ووزارات بلا زيارات

(المنصات وأتمتة العملية التعليمية)
مؤسسات تعليمية ومراكز تدريبية بلا أوراق و حكومات ووزارات بلا زيارات

        كتبت : مها الجمل

  المُعلم وجَودة التعليم

الاستثمار في المعلم هو استثمار لمستقبل الأجيال.

من أهم خطوات تحسين أداء نظام التعليم وإصلاح العملية التعليمية، هو الاهتمام بجودة التعليم الذي هو الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة وبناء مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة، جودة التعليم ليست مفهوم نظري وكلام يُردد، بل هي منظومة تعتمد على معايير دقيقة لرفع كفاءة التعليم، وتتعدد المعايير المؤثرة على جودة التعليم ونسب تأثيرها على الطالب، لكن يأتي المُعلم واستراتيجيات التعليم التي يتَّبعها بالإضافة إلى كيفية تنفيذها وطرق ممارساتها المبتكرة لتحتل النسبة الأكبر في العوامل المؤثرة على الطالب وجودة العملية التعليمية، فاستراتيجيات التعليم وتقنياته التي يستخدمها المُعلم هي السمة المميزة لعصرنا الحالي وجزء لايتجزء من جودة التعليم.

منصات تعليمية
منصات تعليمية

فتطوير نوعية التعليم وتحسين مخرجاته لا تتم إلا بوجود ُمعلم يمتلك مهارات مهنية عالية، ويهتم بمجال عمله ومهنته، وبالتالي سوف يترك بصماته على سلوكيات الطلاب وأخلاقهم وعقولهم وشخصياتهم وطرق تفكيرهم في المستقبل، فالاستثمار في المعلم هو استثمار لمستقبل الأجيال.

منصات تعليمية
منصات تعليمية

الثورات الصناعية والاختراق التكنولوجي

وكما أحدثت الثورات الثلاث السابقة التي بدأت في أواخر القرن الثامن عشر تغييراتٍ كبيرةً على حياتنا، تمثَّلت بتطوّر الحياة الزراعية البدائية التي استمرت نحو عشرة آلاف سنة، إلى حياة تعتمد التكنولوجيا على المستويين الفردي والمجتمعي، فتميزت كل ثورة باختراق تكنولوجي أو علمي كبير، أحدث نقلةً في أنماط الاقتصاد والإنتاج، ثم في الحياة الاجتماعية والفردية، وعلاقة الإنسان بالطبيعة والأشياء على مستوى العالم بأجمعه.

الثورة الصناعية الرابعة

ها نحن الآن نخوض ثورة صناعية تكنولوجية رابعة (جديدة)، تلك التسمية التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، في عام 2016م، على الحلقة الأخيرة من سلسلة الثورات الصناعية.

تنطلق الثورة الصناعية الرابعة من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الثورة الصناعية الثالثة عندما أصبح العالم كله يتجه للتكنولوجيا، خاصة شبكات الإنترنت وطاقة المعالجة (Processing) الهائلة، والقدرة على تخزين المعلومات، والإمكانات غير المحدودة للوصول إلى المعرفة.

إذن يمكن اعتبار الثورة الصناعية الثالثة وتقنياتها هي البنية التحتية للثورة الصناعية الرابعة، إلا أن الأخيرة تقترح طرقاً جديدةً تماماً، بحيث تصبح التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع وحتى من أجسامنا البشرية كأفراد، مثل المدن الذكية وارتباط حركة الفرد والمجتمع بالشبكة وتكنولوجيا الفضاء الخارجي.

 هذه الثورة الرابعة غيرت بشكل أساسي الطريقة التي نعيش ونعمل ونرتبط بعضنا بالبعض الآخر بها. فكان حجم التحوُّل ونطاقه وتعقيداته مختلفاً عما شهدته البشرية من قبل.

بعبارة أسهل إن الثورة الصناعية الثالثة تمثِّل الرقمنة البسيطة، أما الرابعة فتمثِّل الرقمنة الإبداعية القائمة على مزيجٍ من الاختراقات التقنية المتفاعلة تكافلياً عن طريق خوارزميات مبتكرة.

هذه التطورات اليوم فتحت الأبواب أمام احتمالات غير محدودة من خلال الاختراقات الكبيرة لتكنولوجيات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وعلم المواد، والحوسبة، والأمن السيبراني.

 لذلك أصبحت مسايرة التحول الرقمي نحو مؤسسات تعليمية ومراكز تدريبية بلا ورق، وحكومات ووزارات بلا زيارات هي السمة السائدة والهدف المنشود، لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال الذي يُعَد الآن أداة ثورية يتم توظيفها في كثير من المجالات.

إدراج التعليم الإلكتروني ضمن قائمة وسائل التعليم

وتماشيًا مع ضرورات العصر ومستجدات الأحداث خصوصا بعد أن أقرت منظمة الدول العربية ومجالس الوزراء في كثير من الدول العربية إدراج التعليم الإلكتروني في قائمة طرق ووسائل التعليم المتاحة والمعترف بها،

 كان التحول الرقمي نقلة نوعية بالتحديد في مجالي التعليم والتدريب في الأساليب والأدوات والارتقاء بالتجربة التعليمية إلى مستوى جديد، وفتح آفاق جديدة لتحسين جودة التعليم والتدريب.

أتمتة العمليات

الأتمتة (هي التشغيل الآلي) أو هي عملية استخدام التكنولوجيا لتشغيل العمليات بسرعة وتبسيط المهام الإدارية المتكررة دون تدخل بشري، ويُنظر إلى التعليم على أنه من أصعب القطاعات التي يمكن تشغيلها آليًا، لأنهم يستخدمون برامج لأتمتة جميع الأنشطة، هذه البرامج تقوم بأتمتة معظم عمليات الإدارة خاصة الاتصالات مع أولياء الأمور ومشاركتهم في العملية التعليمية، وتعمل برامج إدارة التعليم على أتمتة عمليات القبول والتسجيل للطلاب، فلا يحتاج الآباء إلى نسخ ورقية من المستندات، كما أنه يقلل من الإدخال اليدوي للبيانات بالمدرسة والمعلومات تضاف تلقائيا في قاعدة بيانات الطلاب، حيث يمكن الوصول إليها عند الحاجة، فالتقديم من خلال صفحة التسجيل على موقع المؤسسة التعليمية على الإنترنت، وتتزايد أهمية الأتمتة في تحليل البيانات والاتصالات الداخلية والخارجية، إن الأتمتة توفر الوقت بلا شك من خلال تقليل حاجة البشر إلى القيام بمهام متكررة كما أنها توفر المال والتكاليف.

فالغالبية العظمى من المدارس والمؤسسات التعليمية والتدريبية بدأت بالفعل تعمل على أتمتة العمليات التي تستخدمها، لكن هل يعني ذلك أننا نستطيع أتمتة التعليم نفسه لتشكيل كيفية تعلم الطلاب في الفصل الدراسي بالشكل الذي يحقق لنا بالفعل جودة التعليم، والتي تضمن لنا تعليمًا فعالًا و كفئًا أيضًا؟ !!.

الفاعلية والكفاءة للمُعلم

هناك فرقٌ كبيرً بين الفاعلية والكفاءة، عندما يقوم المعلم أو المدرب بتدريس المنهج المطلوب منه وينجح الطلاب هنا يكون قد حقق المعلم الفاعلية في التعليم، وهي أمر ضروري في عملية التعليم والتعلم لكنها ليست كافية لتحقق لنا جودة التعليم وتخريج دفعات من الخريجين والمدربين قادرين على قيادة بلادهم، وهنا نأتي للعنصر الأهم والضروري لجودة التعليم ألا وهي الكفاءة وهي تعني مدة التعليم وكُلفة التعليم، أي المدة الزمنية التي استغرقها المعلم في تقديم المحتوى التعليمي بالإضافة إلى الكُلفة التي احتاجتها المادة العلمية لتدريسها، فالمعلم أو المدرب يذهب لعمله كل يوم ويشرح المحتوى التعليمي هو بالتالي حقق الفاعلية، لكن ما النتائج التي حققها، والفترة الزمنية التي استغرق فيها تحقيق هذه النتائج لكي يحقق الكفاءة المطلوبة؟ فكلما زادت الكفاءة زادت جودة التعليم وكان ذلك في صالح الطالب، ولن يتحقق ذلك إلا إذا كان أداء المعلم فعالًا وكفئًا، هنا يأتي دور التعليم الذكي ومنصات إدارة التعلم ومضاعفة إنتاجية المُعلم، فيكمل مقرراته في مدة زمنية أقصر وكُلفة أقل، وبالتالي تحسين جودة التعليم.

المنصات والمواقع الإلكترونية

أدَّى التطور في خوادم الكمبيوتر وقدراتها المتنامية باستمرار على تخزين المعلومات ومعالجتها إلى انتشار المنصات الرقمية العملاقة (فيسبوك، تويتر، جوجل..الخ)، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعية.

فالمنصات والمواقع من المواضيع المهمة لأن فيها كثير من التساؤلات المغلوطة، وبسبب الافتقار للمعلومات الأساسية بين الموقع الإلكتروني والمنصة الإلكترونية، والتي من المفروض أن يكون توفرها أساسي عندنا ونستطيع التمييز بين منصة وأخرى، ففي مجال التعليم والتدريب هل يجب أن أنتمي لأي منصة أو موقع لكي أتعلم أو أتدرب فيها، أو من الضروري أن أعمل وأدرب في منصة محددة بعينها لأنها تحقق بالفعل إدارة التعلم ولأنها مدعومة من جامعات معترف بها وتصدر شهادات موثقة، أو حتى أمتلك منصة لتكون خاصة بي..؟، فالاستثمار في المنصات يشغل بال الكثيرين، لكن الاستثمار في المواقع المبنية على ضعف لن تكون ناجحة أو تستمر، لماذا تنجح بعض المنصات والبعض يفشل؟، حين يكون هناك الرغبة في الاستثمار في منصة ماهو الهدف من الاستثمار فيها؟ أين فكرة الاستدامة لدي؟ هل هي فترة وتنقضي ثم تندثر المنصة أم تستمر وتتطور؟

الاختلاف الرئيسي بينهما

 الموقع الإلكتروني يعرض محتوى أساسي وخدمات بينما المنصة الإلكترونية بالإضافة إلى الخدمات المتعددة التي تقدمها فهي توفر بيئة تفاعلية للمستخدمين، لكن هنالك أمر مهم علينا معرفته هو أن كل منصة يمكن تسميتها موقع إلكتروني، ولكن لا يمكنك تسمية كل موقع إلكتروني بـ المنصة الإلكترونية أو المنصة الرقمية.

وحيث أن المنصة الإلكترونية هي بيئة أو نظام رقمي يتيح للأفراد والشركات التعامل والتفاعل عبر الإنترنت على مدار الساعة وإجراء كثير من الأنشطة سواء بأسلوب متزامن أو غير متزامن،

فمن الممكن اعتبار وسائل التواصل الاجتماعي منصات للتعليم والتدريب، ويستخدمها العديد من المعلمين والمدربين في عمل دورات، كذلك العديد من المؤسسات أعطت تدريبات ومدارس أعطت دروس عليها دون أن تتكلف دولار فهي ٩٠٪؜ مجانًا، لكن للأسف مميزاتها قليلة وتنظيماتها ضعيفة ومن الصعب أن يظل المحتوى التعليمي عليها فترة طويلة أو أن تدار عليها عمليات التعلم بكفاءة.

منصات إدارة التَّعلُم

الآن لم تعد المدارس والجامعات فقط المصدر الوحيد المعتمد للتعلم، حيث واصلت هذه المنصات استقطابها للناس في الثورة الصناعية الرابعة، وأصبحت العديد من المنصات الإلكترونية مصدرا أساسيًا يُعتمد عليها في العملية التعليمية، فانتشرت منصات إدارة التعلم التي تعتمد على التعليم الرقمي(التعليم عن بعد) في العالم العربي بل على مستوى العالم، والمدعومة من جامعات مُعترف بها وتصدر شهادات موثقة، هذه المنصات تسهل عملية تخطيط وتنفيذ وتقييم عملية التعليم والتفاعل بين المعلمين والمتعلمين سواء في التعليم الأكاديمي أو المهني، وقد جاءت هذه المنصات التعليمية وليدة التوجه الجارف نحو تبنى التكنولوجيا واستغلالها في المشهد التعليمي مدفوعة بالتقدم التكنولوجي والحاجة المتزايدة إلى تعليم مرن ويسهل الوصول إليه، وأصبح متاح لكل شخص بضغطة ذر أن يدخل على أي منصة ويختار أي مدرب وأي مادة علمية في برنامج تدريبي لكي يستمع إليها ويتفاعل معها ويستفيد منها.

أين الخطورة ؟

أصبحت تلك المنصات اليوم هي أكبر مؤثر على الأشخاص سواء مدربين أو متدربين، طلبة ومعلمين، وأصبح متاح لكل شخص بضغطة ذر أن يدخل على أي منصة ويختار أي مدرب وأي مادة علمية في برنامج تدريبي لكي يستمع إليها ويتفاعل معها ويستفيد منها، وهنا تكمن الخطورة فيما يُعرض على هذه المنصات ومحتواها ومايُنشرعليها، فأنت تجد المهم ولكن الأهم من ذلك أنه ربما تجد الهابط الذي يسيء للعملية التعليمية.

فلنكن مجتمعًا واعيًا يسعى إلى التعليم والتثقيف والدعم والتوجيه، من السهل أن تكون مدربًا معتمدًا، لكن من الصعب أن تكون مدربًا يُعتمد عليه ويوثق فيه ويُبحث عنه في جميع المنصات، ومن هنا كان يجب الاعتماد على منصات موثوق فيها للبرامج التي نأخذ منها والمعلومة التي نحصل عليها.

تهيئة الكوادر المتخصصة

حيث أن المنصات التعليميّة تعتمد على ما يقوم المعلّم بإعداده بصورة مسبقة ومتقنة للمحتوى التعليمي الذي يقدمه للمتعلّمين، وتعتمد على الوسائط المتعددة وعلى الأدوات والتقنيات المستخدمة، ومن هنا تأتي ضرورة تهيئة الكوادر التي تعمل في منصات إدارة التعلم من المعلمين والمدربين والمتخصصين في التعليم والتدريب الإلكتروني والتعليم عن بعد، لذلك تماشيًا مع ضرورات العصر ومستجدات الأحداث، وتوفير بيئة تعليميَّة تربويَّة تخدم المتعلِّم والمجتمع، وضمان جودة التَّعليم في المؤسسات التعليمية جاء الاهتمام بتهيئة معلمين ومدربين متخصصين والارتقاء بمستوى العاملين في مجال التدريب التربوي والأكاديمي، وإعدادهم لمواكبة التغيّرات والتطوّرات المعرفية والتقنية، ليكونوا روّاد التدريب الرّقمي الذي يرتقي بمستوى الخريجين والعاملين في ظل الثّورة المعرفيّة والتقنية الرّقميّة، بهدف التّغيير الإيجابي نحو الأفضل والإسهام في خلق الإنسان العربي الواعي المدرِك.

الوظائف الأساسية داخل منصات التعلم)

عند استخدام أي منصة للتعلم سواء مجانية على سحابة أو الاشتراك فيها برسوم، إذا كانت مدعومة من جامعات عالمية أو غير مدعومة، يصدر لها شهادات برسوم أو حتى مجانًا، فلابد من وجود وظائف أساسية فيها للارتقاء بالمدربين والمتدربين والعملية التدريبية، وحتى لا يكون عند المشترك أي مشكلة للحصول على حقوقه في إدارة التعلم ويستطيع أن يحقق الغرض الفعلي من الالتحاق بالمنصات، عليه أن يقارن بين أهم المنصات التي تعمل على توظيف التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في التعليم والتدريب والاستفادة منهم في عملية التعلُم، هل هي منصات نظام إدارة التعليم (LMS) أم هي منصات الدورات الضخمة المفتوحة عبر الإنترنت (MOOCs) أو هي منصات التعلم الافتراضية( ميتافيرس) التي يزداد سوقها عامًا تلو العام، وعلى كلٍ لابد مراعاة وظائف أساسية فيً المنصة توفرها للمشترك وهي.

 لابد من توافر فريق مجهز و قيادة تعليمية حكيمة وكوادر مدربة على أعلى مستوى تقني من أجل متابعة سير العملية التعليمية عن علم ودراسة وتمكن من كافة جوانب النظام الإلكتروني، ونظام لتسجيل الطلاب و المتدربين ووضع استراتيجيات للحضور والغياب لضمان دخول الطلاب وعدم التهرب من الفصول الدراسية الافتراضية، أيضًا توفر الفصول الافتراضية وإمكانية التواصل والنقاش والإشعارات لتحقيق إدارة التعلم القائم عليها المنصات، فيستطيع المعلم أن يرد على الطالب ويتواصل مع الطلاب للإجابة على استفساراتهم، كذلك هناك غرف للدردشة داخل المنصة بين المعلم والطلبة، لابد من أن يتم وضع اختبارات متنوعة الأسئلة وتناسب وتراعي جميع المستويات الفكرية والعلمية، وتراعي منع الغش بين الطلاب بتغيير وضع الأسئلة وتنويع الاجابات ووضع برامج تعمل على المراقبة والتقييم للطلاب، فتحقق إدارة فعالة للعملية التعليمية، ضمان الحصول على الدعم الفني والتدريب من المنصة التعليمية وضمان وجود وثيقة مكتوب فيها جميع الاحتياجات والخدمات التي يطلبها المشترك، كذلك مكتوب فيها إمكانية التطور في المستقبل، أيضًا التقارير والتغذية الراجعة لكي يستطيع الطلاب تحقيق الغرض الأسمى من تلك المنصات في عملية التَّعَلُم.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock