مقالات

د. محمد حجازي يكتب:ثورة يوليو فى الميزان

د. محمد حجازي يكتب:ثورة يوليو فى الميزان

فى سياق احتفالات مصر والأمة العربية بالذكرى الثانية و الستين لثورة يوليو ١٩٥٢ م ، خرج علينا من يحاول النيل منها ..وطمس معالمها وانجازاتها فى اطار مقارنتها بثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ م وثورة ٣٠ يونيه ٢٠١٣ م ..وتناسى هؤلاء أن حركات النضال والتحرر الوطنى سلسلة متصلة الحلقات .

د. محمد حجازي
د. محمد حجازي

لا شك ان ثورة ٢٣ يوليو ككل واقعة تاريخية ، لها ما لها وعليها ما عليها . غير ان محاكمتنا لها كواقعة تاريخية يجب ان تكون موضوعية بعيدة عن الهوى الايديولوجى السياسي تاييدا او استنكارا ، فهدف محاكمة الوقائع التاريخية يجب ان يسترشد الى امتلاك العبرة والخبرة وقراءة جدل علاقتها بما يليها من التاريخ.

ان ثورة يوليو هي التي دشنت سياسيا مرحلة التحرر الديموقراطي المصرية ، حيث استجابت للضرورة التاريخية الحاكمة لمسار التحرر الحضاري المصري ، بان انهت مصر العرقية وابرزت مصر القومية .. ولا تزال مصر حتى الان تحيا مزايا هذا الانجاز بغض النظر عن الاخطاء المنهجية التي ارتكبتها السلطة التي حكمت مصر وأدارت شأنها القومي, فيما تلا ذلك .

كما ان ثورة يوليو هي التي انجزت مكسب التحرر من النظام العرقي التركي الطائفي الاسلامي والطبقي الارستقراطي الرجعي الملكي الوراثي, واستبدلته بالنظام الجمهوري الرئاسي البرلماني الانتخابي, لتفتتح لمصر بذلك مسارا من حلقات مهمتها تطوير وترقية الانجاز الاساسي للثورة وهو التدشين السياسي لمرحلة التحرر الديموقراطي التي كان من المفترض ان تكون ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ م حلقة رئيسية من حلقات الانجاز فيها.

ان شعارات ثورة ٢٥ يناير والتى رفعها شباب الثورة ( عيش – تغيير – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة انسانية ) انما هى امتداد تاريخى لأهداف ثورة يوليو ١٩٥٢ وبخاصة ( اقامة عدالة اجتماعية – اقامة حياة ديموقراطية سليمة )…ونحن فى انتظار استكمال تحقيق هذه الاهداف من خلال تشييد البناء الديموقراطى السليم الذى يكفل للمواطن المصرى البسيط ( حياة حرة كريمة )…ويقود المجتمع ككل نحو ديموقراطية حقيقية كاملة غير منقوصة …وهو مايقتضى توافر المقومات التالية :
١ – وجود دستور …يحتل قمة النظام القانونى فى الدولة .
٢ – احترام سيادة القانون .
٣ – وجود حكومة مبدعة تحمى التجربة الديموقراطية.
٤ – وجود تعددية حزبية حقيقية تحول دون سيطرة حزب وحيد على السلطة فى الدولة.
٥ – توفير ضمانة استقلال القضاء.
٦ – اقرار الحقوق والحريات العامة.

وحينما انحرفت ثورة ٢٥ يناير عن مسارها ، وتم اختطاف الوطن من قبل قوي فاشية دينية . استصرخ الشعب الفريق السيسي لكي يحافظ علي الهوية الوطنية المصرية . وانحاز الجيش لنداء الشعب . وتمت الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين عقب ثورة شعبية مجيدة هي ثورة ٣٠ يونيه ٢٠١٣
مستهدفة الانتقال إلي مرحلة التحول الديموقراطي وصولا لمرحلة البناء الديموقراطي السليم والذي يشكل الهدف السادس من أهداف ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ ( إقامة حياة ديموقراطية سليمة )

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock