مقالات

مستقبل أوائل الثانوية العامة الحقيقيين بين اوائل سماعات الغش والتيسيرات المقدمة للطلاب الوافدين :

مستقبل أوائل الثانوية العامة الحقيقيين بين اوائل سماعات الغش والتيسيرات المقدمة للطلاب الوافدين

 

        قلم د . محمد حجازي 
      

ايام قليلة تفصلنا عن إعلان نتيجة الثانوية العامة للعام الحالي وسط ترقب وقلق شديدين تعيشهما مختلف الأسر المصرية باعتبارها السنة الفاصلة بين التعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي .

نبدأ مقالنا بالاشارة الي إحصائية بعدد الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتي يجب أن نتوقف عندها كثيرا .

في مصر توجد ٢٧ جامعة حكومية و ٢٠ جامعة أهلية و٣٢ جامعة خاصة . ومن ثم يلاحظ انخفاض عدد الجامعات الحكومية وتزايد عدد الجامعات الخاصة والأهلية ..وهذا مؤشر علي توجه الدولة المصرية مؤخرا نحو التوسع في إنشاء الجامعات الخاصة والأهلية علي حساب الجامعات الحكومية .

غني عن البيان أن الجامعات الحكومية هي الملاذ الاول والاخير لأوائل الثانوية العامة الحقيقيين من أبناء الطبقات المتوسطة و المنخفضة والمحدودة الدخل . غير أنه مع انتشار ظاهرة الغش الجماعي والغش الفردي منذ أكثر من ٨ سنوات تقريبا عن طريق استخدام تقنية سماعات الغش الدقيقة والتي يقبل علي شراؤها الأثرياء من أولياء الأمور . قد ارتفع تنسيق كليات الطب في الجامعات الحكومية ،مما حال دون دخول الاوائل الحقيقيين لكليات الطب بفارق أقل من ٠,٠١ في المائة عن التنسيق المعلن في نفس الوقت الذي يحدث فيه أمرين غريبين بحاجة إلي إجابة واضحة .

الأمر الأول : انخفاض تنسيق كليات الطب في الجامعات الخاصة والجامعات الأهلية ذات الرسوم الدراسية الضخمة التي تسهل دخول أبناء الأثرياء إليها وتحرم أبناء الفقراء من دخولها بسبب عدم مقدرتهم علي تحمل تكاليف الدراسة فيها .

الأمر الثاني : إفساح المجال للطلاب الوافدين من السودان وسوريا وغيرهم لدخول كليات الطب بالجامعات الحكومية المصرية بتنسبق ٧٥ ٪

مقابل عدة مئات من الدولارات .

وهنا لابد أن نطرح بعض الاسئلة التي تحتاج من وزارة التعليم العالي والمجلس الاعلي للجامعات إجابات واضحة ودامغة علي هذه التساؤلات بدون لف أو دوران

هل المستهدف هو خفض عدد اوائل الثانوية العامة الحقيقيين في كليات الطب في الجامعات الحكومية حتي يتم إجبارهم علي الدخول الي كليات الطب في الجامعات الخاصة والجامعات الأهلية بمصاريف تتراوح بين ١٦٠ الف جنيه وحتي ٢٤٠ الف جنيه في السنة الدراسية الواحدة . ومن ثم يصل جملة الرسوم الدراسية في نهاية المرحلة الي نحو المليون ونصف جنيه .

والسؤال هنا هل يستطيع أحد من أصحاب الدخول المتوسطة والمنخفضة أن يتحمل تكلفة تعليم ابن واحد في كلية طب خاصة أو أهلية ؟ وهل يعقل دخول الطالب الثري كلية الطب الخاصة أو الأهلية عند مستوي تنسيق أقل كثيرا من تنسيق الجامعة الحكومية بفارق نحو ١٥ ٪ أي نحو ٦٠ درجة . في الوقت الذي يحرم دخول الطالب المتفوق الجامعة الحكومية في حال نقصه ربع درجة واحدة ؟؟؟؟؟

مع الاخذ في الاعتبار مؤخرا ارتفاع نسبة الرسوب في اعدادي كليات الطب في جامعات

الي نحو يترواح بين ٧٠ ٪ الي

 ٨٠ ٪

حيث شهدنا رسوب جماعي لطلاب كليات الطب بالجامعات الحكومية المصرية حيث بلغت نسبة النجاح في كلية طب قنا ٢٨ ٪

وفي كلية طب أسنان قنا ٢٠٪

وفي كلية طب اسيوط ٣٠ /

وفي كلية طب أسنان اسيوط ٤٠٪

وهذا يعقبه استمرار الطلبة الراسبين في الدراسة للعام الحالي . مما يعني تكدس طلبة الفرقة الأولي وخفض نسبة الطلاب الجدد المرشحين لدخول هذه الكليات …مما يعود بنا مرة أخري إلي إشكالية حرمان المتفوقين من دخول الجامعة الحكومية ..والإضطرار الي البحث عن فرصة في جامعة خاصة أو جامعة أهلية .

عودة الي الطلاب الوافدين من السودان وسوريا وفرص المزيد من التيسيرات المقدمة من الدولة المصرية لهم لدخول الجامعات الحكومية المصرية بحفنة قليلة من الدولارات

والسؤال هنا :

لماذا افتح الباب علي مصراعيه للوافدين من بعض الجنسيات ليدرس في كلية طب في جامعة حكومية بشكل اقرب الي المجاني ؟ خاصة وأن قبول أعداد كبيرة من الوافدين يقلل من فرص دخول المصريين الي هذه الكليات ؟

وهل من المقبول دخول طالب سوداني أو سوري كلية الطب جامعة القاهرة مثلا بمجموع

 ٧٥ ٪ . بينما يحرم طالب مصري حاصل علي ٩٧ ٪ من دخولها ؟

واخيرا ، هل لدينا وفرة كبيرة في الأطباء لدرجة أن نقلل أعداد الطلاب المصريين في الجامعات الحكومية ؟

عدة اسئلة تحتاج إلي إجابات واضحة ودامغة من كل من وزارة التعليم العالي والمجلس الاعلي للجامعات المصرية .

الشاهد حاليا هو هروب جماعي لخريج كليات الطب من الجامعات الحكومية الي خارج مصر بحثا عن فرص افضل خارج مصر . حتي أن المستشفيات الحكومية قد خلت تماما من شباب الأطباء وهو ما أضر بالخدمة الطبية داخل المستشفي العام .

إن الأمر سيزداد سوءا إذا استمرت الحكومة المصرية علي نفس النهج الحالي .

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock