الدكروري يكتب عن صلاح المجتمع وسلامته
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 7 مايو 2024
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا ثم ما بعد إن في حدود الله رحمة للبشرية وعزتها، حيث يعيش الناس أمنا واستقرارا، فإن فى تطبيق حدود الله وأوامره ونواهيه فيه أمن المجتمع وسلامته، ولتكون الأمة بخير، وأن الشريعة الإسلامية جاءت بتشريعات وأحكام لسبب صلاح المجتمع وسلامته وأمنه واستقراره وقطع كل شيء يمكن أن يؤدي إلى خلخلة الأمن والاستقرار، وأن الإسلام لوحده هو الكفيل بتحقيق هذه النعمة العظيمة، وهي الأمن في الأوطان، وإن للإسلام وسائله الخاصة في توفير الأمن والاستقرار.
ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالمجتمع الإسلامي، مجتمع يصلح نفسه بصورة ذاتيه من خلال منظومة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو مجتمع ديناميكي متغير ومؤشرات التغيير تشير دائما إلى الأفضل، فأي مظهر سلبي سيقابل بمواجهة شاملة من قبل أبناء المجتمع بأسره، فهناك دفع باتجاهين اتجاه نحو إصلاح الخلل وهو النهي عن المنكر واتجاه نحو إشاعة المعروف وهو الأمر بالمعروف وهذا يعني ان حركة المجتمع هي نحو الأمام أخذا بالمحاسن ونبذا للمساوئ، وآلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الوسائل التي تحصن المجتمع ضد الانحراف والجريمة لأنها تخلق رأيا عاما، وهذا الرأي العام سينمي الأجواء الإيجابية في المجتمع، ويقلع الأجواء السلبية، فقال الإمام أبو زهرة إنه في سبيل تهذيب الأفراد أوجب أن يكون هنالك رأي عام.
مهذب ملائم يحث على الخير وينهى عن الشر، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فإن الرأي العام له رقابة نفسية تجعل كل شرير ينطوي على نفسه فلا يظهر، وكل خير يجد الشجاعة في إعلان خيره، ولأهمية ذلك جاءت دعوة الإسلام بقيام جماعات ومؤسسات وحركات تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تحت ظل الآية الكريمة “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر” وذلك لضمان استقامة المجتمع ونظافة مسار حركته باتجاه الإصلاح والخير، ويتجلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجمعيات الخيرية ومؤسسات النفع العام التي تعمل لصالح المجتمع في مجالات الرعاية الاجتماعية والصحية والحماية من الثقافات الهدامة وجمعيات حماية الأطفال من الانحراف شكل من أشكال هذه الجمعيات التي تعمل في إطار الأمر بالمعروف.
والنهي عن المنكر، فقيل أن أمير المؤمنين أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، عيّن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قاضيا على المدينة، فمكث عمر بن الخطاب سنة كاملة لم يختصم إليه اثنان، ولم يعقد جلسة قضاء واحدة، وعندها طلب عمر بن الخطاب رضى الله عنه، من الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه إعفاءه من القضاء، فقال أبو بكر الصديق لعمر أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ فقال عمر لا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لا حاجة بي عند قوم مؤمنين، عرف كل منهم ما له من حق، فلم يطلب أكثر منه، وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، وأحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، وإذا غاب أحدهم تفقدوه، وإذا مرض عادوه، وإذا افتقر أعانوه، وإذا احتاج ساعدوه، وإذا أصيب عزوه وواسوه، دينهم النصيحة.
وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففيما يختصمون؟ ففيما يختصمون؟ وإنه يتناول الإصلاح بين الناس، فى الإصلاح بين طائفتين أو قبيلتين أو دولتين أو أسرتين، وأهم أسس الإصلاح هو التقوى، فالمؤمن التقي النقي يسارع لفعل الخير ويتوب اذا أخطأ، ويؤوب الى الله طالبا الصفح والمغفرة ولا يتمادى في العناد لعلمه ان العزة كل العزة في طاعة الله والتزام أوامره واجتناب زواجره ونواهيه مصداقا لقوله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى”
زر الذهاب إلى الأعلى