أخبار مصر

الدكروري يكتب عن داهية من الدواهي

الدكروري يكتب عن داهية من الدواهي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على عباده جاد، بدأهم بالفضل وله عليهم أعاد، آلائه عليهم سابغة ما خفيّ منها أعظم مما هو باد في فضله يتقلبون فهو عليهم ما بين طريف وتلاد وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ما مرّ تال بذكر قوم هود عاد ثم أما بعد كان النبي صلي الله عليه وسلم في مجلس مع الصحابة، فيأتي شيخ كبير مسن عجوز، وهو يبكي، فيقول له النبي عليه الصلاة والسلام ما لك؟ قال يا رسول الله أشكو إليك داهية من الدواهي، أي معضلة من المعضلات قال ما لك؟ قال ابني يا رسول الله ربيته، فسهرت لينام، وجعت ليشبع، وظمئت ليروى، وتعبت ليرتاح، فلما كبر غمط حقي وظلمني، ولوى يدي وضربني وذكر ذلك الزمخشري وغيره، ثم أنشد شعرا في ولده يقول غذوتك مولودا وعلتك يافعا تعل بما أجني عليك وتنهل.

إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أب لسقمك إلا شاكيا أتململ، كأني أنا الملدوغ دونك بالذي لدغت به دوني فعيناي تهمل، فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدى ما فيك كنت أؤمّل، جعلت جزائي غلظة وفظاظة كأنك أنت المنعم المتفضل، فليتك إذ لم ترعَ حق أبوتي فعلت كما الجار المجاور يفعل، فبكى عليه الصلاة والسلام، وروي أن جبريل نزل فقال ” إن الملائكة بكت لبكاء هذا الشيخ” ثم استدعى النبي صلى الله عليه وسلم ابنه، فأخذ بتلابيب الابن وهزّه، وقال “أنت ومالك لأبيك” ليبين عليه الصلاة والسلام أن الابن وماله لأبيه يتصرف فيه، وأنه لا يجوز أن يخرج عن طاعته، إلا إذا أمر بمعصية، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن يجب علينا أن نقوم بتنمية الطفل وإن هناك عدد من الوسائل التي تنمي ثقافة الطفل وفكره.

ومن هذه الوسائل تكوين مكتبة للطفل فى المنزل، هذه المكتبة ينبغي أن تحتوي على كتب تناسب أعمار الأطفال المختلفة، فتحتوي مثلا على كتب قصص للأطفال من قصص القرآن، وقصص الأبطال والمجاهدين، وكتب السيرة النبوية للأطفال، وقصص الأنبياء للأطفال، وكتب تتناول جانب العقيدة بأسلوب مبسط، وكتب أخرى علمية وأدبية وتاريخيه، فهذه المكتبة تدفع الطفل نحو القراءة، والقراءة من أهم ما يجب أن يحبه الطفل، لأنه ومع تقدم وسائل نقل المعلومات بدرجة مذهلة، إلا أن الكتاب يبقى الوسائل الأساسية في توضيح الفكرة، وشرح النظرية وخلافه، والطفل الغير قارئ هو طفل غير مثقف، ويمكن أن نجعل الطفل يحب القراءة عن طريق مشاركته في قراءة قصة ما من القصص، فيمكن أن تجلس الأم فتقرأ للطفل القصة بصوت عالى، ثم تعطيه ليكمل هو قراءتها.

ويجب أن نقرأ للأطفال الأنواع المعينة من القصص التي يحبونها أو يفضلونها فشيئا فشيئا يحب الطفل القراءة، ثم لا نجد بعد ذلك عناء، في توجيهه الوجهة الصحيحة حيثما نريد، ونعرض عليه المجلات المتخصصة، كما أن علينا ألا نتعجل في أن يستخدم الطفل الكمبيوتر قبل أن نتأكد من أنه يقرأ ويحب القراءة، فالطفل القارئ بشكل جيد يتعلم استخدام الكمبيوتر بسرعة، أما ضعيف القراءة، فلن يستطيع تعلم ذلك بسرعة وكفاءة، عندها سيمل بسرعة ويقضي معظم الوقت في اللعب على الكمبيوتر بدلا من استخدامه في أمور تفيده، ومن الوسائل التي تنمي ثقافة الطفل أيضا أن يشترك في المكتبة العامة، ويصبح زائرا معتادا لها، وأيضا قراءة بعض المجلات المحترمة ومراسلتها، فإن ذلك يدعوه إلى الاطلاع الدائم، كما أن الكتابة تنمى ملكات الطفل.

ومما يساعد الطفل أيضا على تنمية ثقافته الزيارات الميدانية والرحلات الاستكشافية، فبها يتعرف الطفل على طبيعة بلده، وعلى موارده، فتنمو عقلية الطفل، ويفكر بطريقة أفضل، ويدعوه ذلك إلى الاطلاع والقراءة حول ما تعرض له فى تلك الحالات، ومن الوسائل الثقافية أيضا للطفل الأفلام العلمية، والتي يمكن عرضها على الكمبيوتر، فيمكنه أن يرى الأجرام السماوية، والمجرات والكواكب والنجوم، ونحو ذلك، وما وراء البحار، وعالم الحيوان، والحشرات وغيره، وكل ذلك يعطي للطفل خلفية ثقافية كبيرة، ويسبب للطفل متعة نفسية، ويساعد في توصيل المعلومات للطفل بطريقة أسرع، وأبسط وأيسر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock