الدكروري يكتب عن حكم الإحتفال بعيد شم النسيم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن الإحتفال بشم النسيم وهو عيد الربيع، وأما عن حكم الإحتفال بعيد شم النسيم، وهو أن أصل هذا العيد فرعوني، كانت الأمة الفرعونية الوثنية تحتفل به ثم انتقل إلى بني إسرائيل بمخالطتهم للفراعنة، فأخذوه عنهم، ومنهم انتقل إلى النصارى، وحافظ عليه الأقباط ولا يزالون، فالاحتفال به فيه مشابهة للأمة الفرعونية في شعائرها الوثنية وإن هذا العيد شعيرة من شعائرهم المرتبطة بدينهم الوثني، والله تعالى حذرنا من الشرك ودواعيه وما يفضي إليه كما قال سبحانه مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في سورة الزمر.
” ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين” ولقد قضى الله سبحانه وهو أحكم الحاكمين بأن من مات على الشرك فهو مخلد في النار كما قال سبحانه كما جاء في سورة النساء “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا” وكما أن اسم هذا العيد ومظاهره وشعائره من بيض مصبوغ أو منقوش وفسيخ وهو سمك مملح وبصل وخس وغيرها هي عين ما كان موجودا عند الفراعنة الوثنيين، ولها إرتباط بعقائد فاسدة كاعتقادهم في البصل إذا وضع تحت الوسادة أو علق على الباب أو ما شابه ذلك فإنه يشفي من الأمراض ويطرد الجان كما حصل في الأسطورة الفرعونية، ومن فعل ذلك فهو يقتدي بالفراعنة في خصيصة من خصائص دينهم الوثني.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول “من تشبه بقوم فهو منهم” رواه أحمد وأبو داود، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى “ومن يتولهم منكم فإنه منهم” وقال الإمام الصنعاني رحمه الله تعالى “فإذا تشبه بالكفار في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر، فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء فمنهم من قال يكفر، وهو ظاهر الحديث، ومنهم من قال لا يكفر ولكن يؤدب” وهذه الاعتقادات التي يعتقدونها في طعام عيد شم النسيم وبيضه وبصله مناقضة لعقيدة المسلم، فكيف إذا انضم إلى ذلك أنها مأخوذة من عباد الأوثان الفراعنة؟ لا شك أن حرمتها أشد لأنها جمعت بين الوقوع في الاعتقاد الباطل وبين التشبه المذموم، وكما ذكر الشيخ الأزهري علي محفوظ رحمه الله تعالى عضو هيئة كبار العلماء في وقته في مصر.
بعض ما شاهده من مظاهر هذا العيد، وما يجري فيه من فسوق وفجور فقال رحمه الله تعالى وناهيك ما يكون من الناس من البدع والمنكرات والخروج عن حدود الدين والأدب في يوم شم النسيم، وما أدراك ما شم النسيم؟ هو عادة ابتدعها أهل الأوثان لتقديس بعض الأيام تفاؤلا به أو تزلفا لما كانوا يعبدون من دون الله، فعمرت آلافا من السنين حتى عمت المشرقين، واشترك فيها العظيم والحقير، والصغير والكبير، إلى أن قال فهل هذا اليوم وهو يوم شم النسيم في مجتمعاتنا الشرعية التي تعود علينا بالخير والرحمة؟ كلا، وحسبك أن تنظر في الأمصار بل القرى فترى في ذلك اليوم ما يزري بالفضيلة، ويخجل معه وجه الحياء من منكرات تخالف الدين، وسوءات تجرح الذوق السليم، وينقبض لها صدر الإنسانية.
زر الذهاب إلى الأعلى