الدكروري يكتب عن أفيقوا معاشر المسلمين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 14 مايو 2024
الحمد لله السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ثم أما بعد لقد حكى رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم للصحابة صورا للأمانة في عهد من قبلنا وهذا يدل على أن الأمانة خلق نبيل يوجد عند كل شخص طيب الأخلاق وأحسنها فحري بالمؤمن الاتصاف بهذه الصفة الرائعة، ومما ذكره المصطفي عليه الصلاة والسلام من باب التذكير والعظة، أنه قال صلى الله عليه وسلم وهو يحكي لأصحابه رضي الله عنهم ” اشترى رجل منرجل عقارا له، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك مني، إنما اشتريت منك الأرض، ولم ابتع منك الذهب، فقال الذي شرى الأرض، أي الذي باعها.
إنما بعتك الأرض وما فيها، قال فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه ألكما ولد ؟ فقال أحدهما لي غلام، وقال الآخر لي جارية، قال أنكحوا الغلام بالجارية وأنفقوا على أنفسكما منه وتصدقا” وكما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل من بني إسرائيل أنه سأل رجلا من بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال كفى بالله شهيدا، قال فائتني بالكفيل، قال كفى بالله كفيلا، قال صدقت فدفعها إليه على أجل مسمى، فخرج في البحر، فقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركبا فأخذ خشبة ونقرها فأدخل فيها ألف دينار، وصحيفة منه إلى صحابه ثم زجج موضعها ثم أتى بها البحر، فقال اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا، فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك وسألني شهيدا فقلت كفى بالله شهيدا.
فرضي بذلك، وإني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر، وإني استودعكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ، ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشية التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم أقدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار، فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركبة لآتيك بمالك، فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه، قال هل كنت بعثت إلي شيء ؟ قال أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه، قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشية فانصرف بالألف دينار راشدا، فأين الأمانة عند رجل أدخل الدش في بيته يقتل الفضيلة، وينشر الرذيلة ويحرك الغرائز ويثير المشاعر، وإذ بها لحظات حتى تقع الأسرة فيما لا تحمد عقابه ولا ترجى أخراه.
فأفيقوا معاشر المسلمين واستيقظوا من رقدتكم وهبوا من نومكم، فأنتم والله تعيشون في سراب خادع وبين أحضان شيطان مخادع، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، فأين الأمانة فيمن ترك الزوجة والأبناء والبنات بين أحضان كفار وفجار، وفسقة ومردة يعيثون في بيته فسادا، ويتسللون لوذا، من خلال مسلسل هابط وفيلم ساقط وأمسية غنائية وبرامج تافهة دعائية تدعو إلى قتل العفة وتثير مكامن الشهوة والرغبة وتدعو إلى العلاقات المحرمة بين الجنسين، فهل هذه أمانة تربية الناشئة ؟ أم أن هذه خيانة للأمانة، والله لتسألن يوم القيامة عما تعملون ولتسألن عن تربية أبنائكم وزوجاتكم ولتسألن عن كل صغيرة وكبيرة، واسمعوا لقول ربكم تبارك وتعالى القائل في محكم التنزيل كما جاء في سورة القمر ” وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطر”
فكل ما تفعله يا أخي الكريم محصى عليك في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى، فالصغير محصى، والكبير لا يُنسى، ولك الإمهال إلى أجل مسمى، فقال الله جل وعلا ط وقفوهم إنهم مسئولون” ولن تشعروا بعظم الأمانة وخطورة التفريط فيها إلا إذا وضعتم في قبوركم وبدأ الحساب وحق العتاب والعقاب هناك تدركون أنكم مخطئون وفي جنب الله مفرطون وبتفريطكم مؤاخذون فاتقوا الله معاشر المسلمين والمسلمات وأدوا الأمانة كما طلبها الله منكم وبينها رسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم لكم.
زر الذهاب إلى الأعلى