الدكروري يكتب عن بالعدل قامت السماء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 7 إبريل 2024
الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد إنه لا شك أن للقيم أهمية في بناء المجتمعات والأمم، وأي أمة تتنازل عن قيمها وأخلاقياتها لا تستمر ولا تدوم، وإذا دامت فترة لا يكتب لها الخلود، فالمجتمع الملتزم بالقيم مجتمع يجمع بين الرقي والأمان، والاحترام والتقدير، ولذا كانت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم البشير واضحة في إعلاء وإعلان القيم الفاضلة في كل معاملة وسلوك، بل رتبت الشريعة الإسلامية الأخلاق كنتيجة طبيعية للعبادات والتشريعات، وها هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يختصر رسالته في قوله صلى الله عليه وسلم ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”
وكما يقول الشاعر وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن همُو ذهبت أخلاقهم ذهبوا، ومن بين القيم والأخلاقيات التي تعمل على بناء الأوطان هى المساواة والعدالة والحرية والشورى والشهادة في سبيل الدين والوطن، ومن عوامل بناء الأوطان قوة العلم والتعليم فلا يمكن الله تعالى لأمة الجهل، ولذا كانت أول كلمات الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم اقرأ، وكان اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم عمليا بالعلم حين جعل افتداء الأسرى يوم بدر بتعليم عشرة من أصحابه العلم وإزالة الأمية، وقد قال الله تعالى لنبيه ولنا من بعده “وقل رب زدنى علما” لأن العلم قوة وقوة عظمى، فلم لا نتوجه إلى العلم، ونصب اهتمامنا بإخراج جيل متميز وفائق علميا في مجالي الدين والدنيا معا لا سيما وأمم الأرض اليوم تتنافس على تبوء أعلى الأماكن علميا.
لأنهم أدركوا أن قيمة الدول حقيقة فيما تحسنه في باب الأبحاث والتقدم العلمي، فيقول القائل بالعلم والمال يبني الناس ملكهم، لم يبن ملك على جهل وإقلال، كفاني ثراء أنني غير جاهل، وأكثر أرباب الغنى اليوم جهال، وكذلك من عوامل بناء الأوطان هو إقامة العدل بين الناس ونبذ الظلم، ولقد قص علينا القرآن المجيد قصصا لأمم انكسرت وانهزمت واندثرت لما شاع ظلمها وكثر، قال تعالى ” وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا” فبالعدل قامت السماء، وإنما قامت دولة الإسلام الأولى في رحاب المدينة المنورة يوم أن كان شعار قائدها “لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد، وهو رئيس الدولة وزعيمها يدها” عندما تساوى الناس وعادت الحقوق للمظلومين والمقهورين انتصرت الأمة وكتب لها القوة والتمكين.
فقال صلى الله عليه وسلم ” لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع” رواه ابن ماجه، أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه، وقد حدثنا التاريخ عن أنباء أمم ودول طغى فيها الظلم المادي والمعنوي، فاستحقت الاندثار والانهزام، وسنة الله تعالى في كونه لا تحابي أحدا، ومجرد نسبة الإنسان أو الأمة للرسول صلى الله عليه وسلم لا تعفيها من عقوبة ونتيجة الظلم، فمن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، فاحرصوا على أن تكونوا أتباعا حقيقيّين لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
زر الذهاب إلى الأعلى