أخبار مصر

الدكروري يكتب عن الصوم باقى بقاء العام

الدكروري يكتب عن الصوم باقى بقاء العام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما ” وإنك لعلي خلق عظيم” أما بعد يا أخي الكريم لقد كان الصوم لك فى رمضان جُنة ووقاية وحصنا حصينا من شياطين الإنس والجن، فهل تأمن على نفسك بقية العام بلا حصن ولا عُدة، فالصوم باقى بقاء العام فطب نفسا بمواسم الصيام، وقاوم الشيطان طوال العام، فلو أخلصت النية في ذلك حفظك الله منه, فحكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا ؟ قال أجاهده، قال فإن عاد ؟ قال أجاهده، قال فإن عاد ؟

قال أجاهده، قال هذا يطول أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع ؟ قال أكابده وأرده جهدى، قال هذا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك، فإن صدقت هذه الرواية لم يكن تاركا الدنيا كسبا، بل قلبا، وفي الإسرائيليات قيل أن رجلا تزوج امرأة من بلدة، وكان بينهما مسيرة شهر، فأرسل إلى غلام له من تلك البلدة ليحملها إليه فسار بها يوما، فلما جنه الليل أتاه الشيطان فقال له إن بينك وبين زوجها مسيرة شهر فلو تمتعت بها ليالي هذا الشهر إلى أن تصل إلى زوجها، فإنها لا تكره ذلك وتثني عليك عند سيدك فتكون أحظى لك عنده، فقام الغلام يصلي فقال يا رب، إن عدوك هذا جاءني فسوّل لي معصيتك، وإنه لا طاقة لي به في مدة شهر وأنا أستعيذك عليه يا رب فأعذني عليه، واكفني مؤونته.

فلم تزل نفسه تراوده ليلته أجمع وهو يجاهدها حتى أسحر فشّد على دابة المرأة وحملها وسار بها، قال فرحمه الله تعالى، فطوى له مسيرة شهر فما برق الفجر حتى أشرف على مدينة مولاه، قال وشكر الله تعالى له هربه إليه من معصيته فنبأه، فكان نبيّا من أنبياء بني إسرائيل، فإن كنت قمت رمضان إيمانا واحتسابا، وها قد أوشك أن ينقضى شهر القيام، فلا تقصر عنه سائر العام، فخذ بالجد فيه، فعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” أتاني جبريل، فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت أحبب من شئت، فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس ” رواه الطبرانى، وتجدر الإشارة إلى أن الخير لا ينحصر في شهر رمضان، بل هو متواصل ومتكرر.

فعلى سبيل المثال تتكرر الصلاة في اليوم الواحد خمس مرات، وتتكرر صلاة الجمعة أيضا كل أسبوع، والتهجد كل ليلة، ويتكرر الدعاء والاستغفار بعد كل صلاة مفروضة، وبذلك فإن مواسم الخيرات والعبادات والطاعات لا تنتهى بعد شهر رمضان، ومن أعظم مواسم الخيرات الحج إلى بيت الله الحرام، فقال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ” من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحافظون على ما قدّموه في رمضان، ويتعاهدون أنفسهم بالاستمرار على العبادات والطاعات، وتستمر الطاعات والعبادات طوال السنة، ولا تنحصر بشهر رمضان، أو بموسم معين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock