الدكروري يكتب عن حق الحياة وحرمتها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 2 إبريل 2024
الحمد لله ثم الحمد لله الملك القدوس السلام، الحمد لله الذي أعطانا كل شيء على الكمال والتمام، والحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد ووضعها للأنام، يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ونشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد، إن حق الحياة وحرمتها يستتبع توافر السلامة والأمان، ومن هنا أوصد الرسول صلى الله عليه وسلم الأبواب أمام كل من يستهينون بأقدار الآخرين وحقوقهم، واعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم النظرة المجردة داخل بيت الإنسان اعتداء على حرمته، إن تعريض الإنسان لأي فزع جريمة، وحق الحياة الآمنة من المخاوف والمظالم لا بد من إنباته في حياة الجماعة، وتصل العظمة بالرسول صلى الله عليه وسلم الرائد الأول والأعظم لحقوق الإنسان.
حين يحفظ للإنسان كرامته بعد موته، فقد قال لمن أراد أن يكسر عظم ميت “لا تكسره فإن كسرك إياه ميتا ككسرك إياه حيا” رواه مالك، وابن ماجه، وأبو داود، وأما عن موضوع الضرورة فقال تعالى ” فمن اضطر غير باغ ولا عاد” فما معنى باغ؟ وهو أى ابتغى، أو أراد أن يأكل من لحم الخنزير ليذوق هذا اللحم، طعمه طيب مثلا؟ فإن هذا باغ أى بغى أن يأكل، ولا عاد أى على وشك، أن يموت جوعا يكفيه أربع لقمات، فينبغى ألا يزيد عليهن أية لقمة، أى لا يتجاوز الحد الذي يبقيه حيا، وإن العلماء فصلوا فقالوا أن الإنسان الذي لا يجد طعاما ليوم وليلة على التمام عند ذلك يجوز له أن يأكل، أى اليوم بكامله والليل بكامله لثانى يوم لاشيء يضعه في فمه ممكن، هذه الضرورة، يوشك أن يهلك جوعا له أن يأكل ما حرم الله عليه غير باغ ولا عاد، وأن هناك نقطة مهمة أخيرة.
وهى أن الإنسان لا يملك ثمن طعام لكن يعيش ضمن مجتمع، وله أقارب، وله أهل، والفرد إذا كان لا يملك ثمن طعام لا يعد مضطرا، فإنه يجب أن يطلب الطعام من أقربائه، ويقول أنا جائع أريد أن آكل أى لا يكفى ألا تجد طعاما وتأكل لحم الخنزير، ولكن هذه حالة فى الصحراء، أو فى مكان منقطع لا يوجد إنسان يطعمك لقمة، ولكن عندما تكون ضمن مجتمع مسلم فأنت هنا لست مضطرا، ويقول أحدهم أنا مضطر إلى قرض ربوى، فنقول له ألا يوجد أحد يقرضك؟ فيقول لا يوجد أحد، ويقال له سألت؟ يقول لم أسأل، أنا إنسان مقطوع من شجرة، وهذا ليس معقولا؟ فيجب أن تبحث عن قرض حسن، وإنه لا يسأل أحدا ويقول أنا مضطر، ولكن نقول له ما دمت أنت فى مجتمع مسلم فأنت لست مضطرا، فالإنسان عندما يتقي أن يعصي الله عز وجل الله يلقى في قلوب الآخرين الاندفاع نحو خدمته.
نسأل الله جل وعلا أن يغفر لنا وإياكم أجمعين، ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا، وأنت خير الراحمين، ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين، اللهم أكرمنا بالجنان والرضوان، وأعذنا من سخطك والنيران، اللهم أكرمنا بجنانك والرضوان، وأعذنا من سخطك والنيران، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار، ربنا لا تخزنا يوم القيامة، ربنا لا تخزنا يوم القيامة، ربنا لا تخزنا يوم القيامة، وأكرمنا بجنانك ورضوانك، يا أرحم الراحمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
زر الذهاب إلى الأعلى