أخبار مصر

الدكروري يكتب عن العلم هو اليقين

الدكروري يكتب عن العلم هو اليقين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأثنين الموافق 8 إبريل 2024

الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا، له ما في السماوات وما في الأرض ومابينهما وما تحت الثرى أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه واستغفره، نعمه لاتحصى وآلاؤه ليس لها منتهى وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، هو أخشى الناس لربه وأتقى، دلّ على سبيل الهدى وحذر من طريق الردى صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه معالم الهدى ومصابيح الدجى، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم واقتفى، ثم أما بعد لقد جاءنا الوحي بلغة الرسول صلى الله عليه وسلم كاملا غير منقوص لم يتغير أو يتبدل ، وهو بذلك يتميز عن كتب الديانات الأخرى التي تناولتها أيدي الكُتاب والمؤلفين والمترجمين بالحذف والإضافة والتعديل والتحريف.

وتنفرد الحضارة الإسلامية بين كل الحضارات باستقاء نظمها وتشريعاتها وقوانينها من القرآن الكريم الذي سيظل منبع حيويتها ومصدر قوتها كلما أحست بحالجة أواستعصت عليها قضية أو مسألة من أمور الدنيا ثم جاءت السنة النبوية الشريفة لتشرحه وتوضح ما يصعب على المسلمين فهمه، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إمام المسلمين وقاضيهم وقائدهم ومعلمهم ومربيهم، ولقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين أمور دينهم و دنياهم وكانت أقواله و أفعاله تطبيقا عمليا، ولكن ما هو العلم ؟ وما هو الجهل ؟ وما هي أهمية العلم وخطورة الجهل ؟ فأقول مستعينا بالله تعالى بأن للعلم معان كثيرة، ومفاهيم متعددة، ومنها أن العلم هو إدراك الشيء بحقيقته، وهو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع الموافق للمتوقع، ونقيضه الجهل، والعلم أيضا هو اليقين، ونقيضه الشّك والظن.

والعلم هو منظومة من المعارف المتناسقة التي يعتمد في تحصيلها على المنهج العلمي دون سواه أو مجموعة المفاهيم المترابطة التي نبحث عنها ونتوصل إليها بواسطة هذه الطريقة، وبذلك يكون العلم هو الأَساس الأَعظم لجميع المعاملات، والشرط اللازم لصدق الأقوال وصحة الأَعمال وعامة التوجهات والتصرفات، ومفتاح باب كل العبادات والطاعات، وأما الجهل فقد عرف الجهل بأنه فقدان الفرد للعلم والثقافة الفكرية، فهو نقيض العلم، وهو العنصر الاساسي في تدمير الشعور، فمن خلال الجهل تطمس كافة مناحي الحياة الفكرية والاقتصادية والحضارية، التي تتمتع بها الشعوب التي تحظى بالثقافة والمعرفة، ولَقد وردت فى القرآن الكريم آيات عديدة للتحذير مِن مخاطر الجهل، ومنها قول الله سبحانه وتعالي فى سورة الفرقان ” وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”

فلا يخفى على عاقل أن العلم أفضل مكتسب، و أشرف منتسب، وأنفس ذخيرة تقتني، وأطيب ثمرة تجتني، به يتوصل إلى معرفة الحقائق، ويتوسل به إلى نيل رضى الخالق، وهو أفضل نتائج العقل وأعلاها، وأكرم فروعه وأزكاها، لا يضيع أبدا صاحبه، ولا يفتقر كاسبه، ولا يخيب مطالبه، ولا تنحط مراتبه، وهو وسيلة لكل فضيلة، وذريعة لكل شريعة، ونور زاهر لمن استضاء به، والعلم ترتاح به الأنفس إذ هو غدائها، وتفرح به الأفئدة إذ هو قواها، وهو الدليل على الخير، وهو العون على المروءة، وهو الصاحب في الغربة، والمؤنس في الخلوة، وهو الشرف في النسب، فقال الله تعالى “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين إنك أنت الغفور الرحيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock