الدكروري يكتب عن الإجتهاد بإدخال السرور للقلوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 8 إبريل 2024
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، أما بعد إن تطييب الخاطر لا يحتاج إلى كثير جهد ولا كبير طاقة، فربما يكفي البعض كلمة من ذكر، أو دعاء، أو موعظة، وربما يحتاج الآخر لمساعدة، وينقص ذاك جاه، وينتظر البعض قضاء حاجة، ويكتفي البعض الآخر بابتسامة، فعلينا أن نجتهد بإدخال الفرح والسرور إلى قلوب إخواننا، ولا نبخل على أنفسنا، فالصدقة والخير نفعه يعود إليك، ويقول تعالى فى سورة النور ” فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة” وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
“حق المسلم على المسلم خمس، رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوه وتشميت العاطس” رواه البخارى، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم وإذا أراد أن يقوم فليسلم فليس الأول بأحق من الآخر” رواه أحمد، فإن التحية مصدر حياه ، ومعناه في اللغة الدعاء بالحياة ، ثم توسع في إطلاق التحية على الكل ما هو في معناها، من الدعاء الذي يقال عند الالتقاء ونحوه والتحية أعم من السلام، فالسلام نوع من أنواع التحية، وقال الإمام النووي السلام هو اسم الله تعالى، فقوله السلام عليك أي اسم السلام عليك، ومعناه اسم الله عليك أي أنت في حفظه، كما يقال الله معك، والله يصحبك، وقيل السلام بمعنى السلامة أي السلامة ملازمة لك، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
“خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا، ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة، فاستمع ما يحيونك،تحيتك وتحية ذريتك، فقال السلام عليكم، فقالوا السلام عليك ورحمة الله، فزادوه رحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن” رواه البخارى ومسلم، وهكذا شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لنا تحية تميزنا عن غيرنا، ورتب على فعلها الثواب، وجعلها حقا من حقوق المسلم على أخيه، فتحولت هذه التحية من عادة من العادات المجردة ،إلى عمل يفعله العبد تقربا إلى الله تعالى، واستجابة لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يصح أن تبدل هذه التحية العظيمة بعبارات أخرى لا تؤدي ما تؤديه تحية الإسلام المباركة، مثل صباح الخير أو مساء الخير أو مرحبا، أو غير ذلك مما قد يستعمله بعض الناس جهلا أو إعراضا.
وتحية الإسلام هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهذا أكملها وأقلها هو السلام عليكم، وأما عن أهمية بناء السلام في المجتمعات، فإن السلام اسم من أسماء الله الحُسنى، وصفة من صفاته، وقد سمى نفسه سبحانه وتعالى بهذا الاسم إذ قال تعالى ” هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام” ولأهمية السلام فقد أشارت إليه جميع الديانات السماوية على مر الزمان بأنه دعوة إلى المحبة، والرحمة، والتآخي، والمودة، وبناء المستقبل المشترك بين كافة الشعوب والأعراق والأجناس، لما كانت الحروب تولد في قلوب البشر الكراهية والعنف والدمار الذى يحطم الفرد والمجتمع وتنقله بعيدا عن التقدم والرقي، ولكى ينجح أي مجتمع ويمضي في سير التقدم والحضارة، لابد من توفير مناخ ملائم لهذا النمو والتقدمن لذا لابد من نشر ثقافة بناء السلام في عقول أبناء المجتمع و أن تبني حصون السلام،لأهميتة في حياة الفرد حيث خُلق الإنسان ليعيش في سلام وأمان، ولم يُخلق ليقتل ويُباد.
زر الذهاب إلى الأعلى