الدكروري يكتب عن راقبوا ربكم بما بينكم وبينه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 22 مارس 2024
الحمد لله، أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبيّنا محمدا عبد الله ورسوله خير من علَّم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلّم تسليما مزيدا ثم أما بعد، عندما يصدق الرجل في عهده ووفائه، وعندما يهم الإنسان بدينه وعهده ليقضيه ولا يلتمس أعذارا، وحينما تكون النفس عفيفة لا تأخذ إلا مالها، فإن الثواب سيكون عظيم من الله عز وجل، فإصدقوا مع الله واصدقوا مع الخلق وأوفوا ما عاهدتم به، وراقبوا ربكم بما بينكم وبينه، فإن الوفاء مركب من العدل والجود والنجدة.
وإن علامة العبودية ثلاث، الوفاء لله على الحقيقة، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم في الشريعة، والنصيحة لجميع الأمة، وأنه ما نجا مَن نجا إلا بمراعاة الوفاء، وإن الصدق هو الوفاء لله عز وجل بالعمل، وأن الوفاء هو صدق اللسان والفعل معا، والوفاء خُلق من أخلاق القرآن، وخُلق نبوي كريم، وخصلة كريمة من خصال الإيمان، وخُلق عظيم من أخلاق الإسلام، ولكن هذا الخلق الكريم قد ضاع بين المسلمين إلا من رحم ربي عز وجل إنه خُلق الوفاء بالعهد، وإنك لو نظرت إلى واقع الأمة اليوم، ستجد كم من الناس من يتكلم، وكم من الناس من يعد، وكم من عهود مسموعة ومرئية ومنقولة ولكن أين صدق الوعود؟ وأين الوفاء بالعهود؟ فقد كثرت في زماننا هذا الوعود، وأكثر منها عدم الوفاء بها.
فإذا أراد أحدنا التهرب من أخيه، وعده بشيء وهو يعلم أنه لن ينفذ ما وعد به، وينسى قول الله تبارك وتعالى “وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا” وإن للوفاء بعهد الله تعالى فوائد عظيمة، وللوفاء أيضا مع الأصدقاءِ والجيرانِ والخلان وعموم الناس فوائد كثيرة ومتنوعة، ومن أهمها، أنه مَن أوفى بعهد الله من توحيده وإخلاص العبادة له، أوفى الله بعهده من توفيقه إلى الطاعات، وأسباب العبادات، وأن الذين يوفون بعهد الله، هم أولو الألباب، وهم الذين باعوا أنفسهم وأموالهم لله، فوعدهم أن لهم الجنةَ، ومَن أوفى بعهده من الله؟ وقد مدح الله تعالى الموفين بعهودهم كثيرا في القرآن الكريم، واعلموا أيها الإخوة المؤمنون أن مما يجب علينا نحو رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نحب، ونوقر أصحابه رضي الله عنهم.
فهم خير القرون وأفضل هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهم الذين نقلوا لنا سنته صلى الله عليه وسلم، ومما يجب علينا نحو أصحاب رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم هو اعتقاد فضلهم على غيرهِم، وأنهم أفضل الناس بعد الأنبياء، فاللهم اغفر لنا ذنوبنا ووسع لنا في دورنا، وبارك لنا فيما رزقتنا، اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت، اللهم إنا نعوذ بك من الهرم، والتردي، والهدم، والغم، والغرق، والحرق، ونعوذ بك من أن يتخبطنا الشيطان عند الموت، اللهم باعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم ارزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، اللهم إنا نعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، ونعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة.
زر الذهاب إلى الأعلى