أخبار مصر

الدكروري يكتب عن حكم الزيارة للمعتكف

الدكروري يكتب عن حكم الزيارة للمعتكف

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 30 مارس 2024

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن الإعتكاف، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل زُواره وهو في معتكفه، ومن ذلك زيارة نسائه رضي الله عنهن له عليه الصلاة والسلام، كما جاء في حديث السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا، فحدثته ثم قمت، فانقلبت فقام معي ليقلبني.

وكان مسكنها في دار أسامه بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فَقَال النبي صلى الله عليه وسلم ” علي رسلكما، إنها صفية بنت حيي” فقالا سبحان الله يا رسول الله، قال “إن الشيطان يجري من الإنسان مجري الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا” أو قَال ” شيئا ” رواه الشيخان، ويُؤخذ من الحديث جواز زيارة المعتكف، ولا يطيل الزائر اللبث عنده لأنه مشغول بما هو أهم وأعلى من القيام بمقتضيات الزيارة، كما يفيد هذا الحديث أنه ينبغي للمسلم أن يدرأ عن نفسه التهم، ببيان ما يحتاج إلى بيان، ولو كان هو من خيار الناس أو متلبسا باعتكاف، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين بيّن للرجلين أنه مع زوجته السيدة صفية رضي الله عنها.

ويستفاد منه أن المعتكف يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويرشد من يحتاج إلى إرشاد، ولا يضر ذلك اعتكافه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الرجلين لمّا تعجّبا إلى ما حمله على بيان أنه مع زوجته السيدة صفية رضي الله عنها فقال عليه الصلاة والسلام ” إن الشيطان يجري من الإنسان مجري الدم، وإني خشيت أن أقذف في قلوبكما سوءا” ثم إن الاعتكاف في الإسلام ليس انقطاعا سلبيا، ولا عزلة تحول بين صاحبها وبين حاجة الناس إليه ولكنه انقطاع إيجابي مثمر، يعود على صاحبه بالنفع، ولا يحرم الناس من الانتفاع به، وخصوصا إذا كان مما يحتاج إليه في العلم والاحتساب وغير ذلك، والاعتكاف في الليالي العشر من سُنة النبي صلى الله عليه وسلم فمن قدر عليه، حاز خيرا كثيرا.

فقال عطاء الخرساني رحمه الله، كان يقال مثل المعتكف كمثل عبد ألقي بنفسه بين يدي ربه، ثم قال رب لا أبرح حتي تغفر لي، رب لا أبرح حتي تغفر لي” فاللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم عليك بأعداء الملة والدين، اللهم ارفع عنهم يدك وعافيتك اللهم اهلكهم بالقحط والسنين، يارب العالمين، اللهم لا تقم لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية يا قوي يا عزيز، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock