أخبار مصر

الدكروري يكتب عن إستخلاف الإنسان فى الأرض

الدكروري يكتب عن إستخلاف الإنسان فى الأرض

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 20 مارس 2024

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي خلقنا وسوانا، وله الحمد على ما ربانا فيه على موائد البر والكرم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي أدبه وأحسن خلقه، وأثنى عليه سبحانه بقوله ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وعلى آله وأصحابه ومن سار على دربه من الذي صلحت قلوبهم وأنفسهم، وحسنت أخلاقهم وكانوا من الفائزين بإحسان إلى يوم الدين، وبعد لقد تفرد الله سبحانه وتعالى بالخلق والأمر والحكم فى الكون كله، والناس كلهم ليس لهم أن يخرجوا عن منهج الله تعالى وشريعته لأنهم وكلاء مستخلفون في الأرض، ولهم حقوق وعليهم واجبات فالله سبحانه وتعالى هو مالك الملك، ومالك كل موجود، فقد استخلف الإنسان فى هذه الأرض، ومكنه مما ادخره سبحانه له فيها من أرزاق وأقوات.

وقوى وطاقات، ولم يترك له هذا الملك العريض فوضى يصنع فيه الإنسان ما يشاء، وكيف شاء، إنما استخلفه على أن يقوم بالخلافة وفق منهج من استخلفه، وحسب شريعته ويقول النبى صلى الله عليه وسلم “ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تبعا يوم القيامة” فهذا يدل على أن معجزته الكبرى صلى الله عليه وسلم هي معجزة القرآن المبين، وليس معنى ذلك أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ليس له معجزات كسائر الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولكن الأمر كما قال الإمام الشافعي ما أعطى الله عز وجل نبيا من الأنبياء ما أعطى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال أعطى محمد صلى الله عليه وسلم حنين الجذع.

فمعجزات نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فاقت معجزات جميع الأنبياء، فكان يبرئ الأكمه والأبرص، وكان يبرئ المرضى بإذن الله عز وجل كما أعطي عيسى عليه السلام، فقد خرجت عين قتادة من موضعها وسقطت على خده، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فردها إلى مكانها بيده صلى الله عليه وسلم، وصارت أحسن عينيه فصلى الله عليه وسلم، ورد الله عز وجل بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بصر عثمان بن حنيف، ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فتح خيبر “لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فأصبح الناس يدوكون ليلتهم من يعطاها” كلهم يتشوف إلى هذا الشرف العظيم، أن النبي صلى الله عليه وسلم يشهد له بأنه يحب الله ورسوله، وبأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم يحبانه.

فأصبح الناس يدوكون ليلتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أين علي بن أبي طالب ؟ فقيل يشتكي عينيه يا رسول الله، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأحضر، فبصق في عينيه فبرئ رضي الله عنه” فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم استعمله الله عز وجل كذلك في إبراء المرضى، ولقد فهم النبي صلى الله عليه وسلم للغة الحيوان، كذلك نبى الله سليمان عليه السلام فهم قول النملة، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهم قول الجمل، فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي حاجته فدخل حائط بستان لأحد الأنصار فلما رآه ناضح أي جمل، حن للنبي صلى الله عليه وسلم، واغرورقت عيناه بالدموع، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ومسح عليه، فهمهم للنبي صلى الله عليه وسلم.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم “من صاحب هذا الناضح؟ فقال الأنصاري أنا يا رسول الله قال ألا تتقي الله عز وجل في هذه البهيمة؟ لقد اشتكى إلي الجمل أنك تجيعه وتدئبه”أي أنه لا يطعمه الطعام الكافي، ويدئبه أي يتعبه في العمل، ففهم النبي صلى الله عليه وسلم قول الناضح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock