الدكروري يكتب عن اتقوا الله وتزودوا في هذه الحياة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 17 مارس 2024
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، فتأملوا قول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام عن أبى هريرة رضي الله عنه قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال “آمين، آمين، آمين” ثم قضى خطبته، فقال له الصحابة رضي الله عنهم سمعناك يا رسول الله تقول شيئا لم تكن تقوله قبل ذلك، قال “أتاني جبريل آنفا فقال يا محمد، من أدرك من أمّتك رمضان وخرج فلم يغفر له فأبعده الله فأدخله النار،
قل آمين، فقلت آمين، وقال يا محمد، من ذكرت عنده فلم يصلى عليك فأبعده الله فأدخله النار، قل آمين، فقلت آمين صلى الله عليه وسلم، ثم قال يا محمد من أدرك عنده أبواه الكبر ولم يدخلاه الجنة فأبعده الله فأدخله النار، قل آمين فقلت آمين” فهنا جبريل عليه السلام يدعو ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يؤمّن، ومما دعا به جبريل وأمّن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من أدرك رمضان وخرج ولم يغفر له فأبعده الله فأدخله النار، ما أعظمها من مصيبة وما أشد فداحتها من رزية يدرك العبد موسم الخير والعتق من النار، يدرك العبد موسم مغفرة الذنوب ثم يستمر في غيّه، ويتمادى فى باطله، ويداوم على سفهه وضلاله، ولقد خلقنا الله لعبادته، فقال تعالى فى سورة الذاريات ” وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون”
أى بمعنى ليقروا بعبادتي طوعا أو كرها، لآمرهم وأنهاهم، معدين للعبادة، ثم منهم من يتأتى منه ذلك، ومنهم من يأبى، فمن قام بعبادة الله، فقد حقق الغاية من وجوده، ومن قصر فيها، أو نكل عنها، فقد أبطل غاية وجوده، وأصبح بلا وظيفة، وباتت حياته فارغة من القصد، خاوية من المعنى، والله تعالى خلق الزمان والمكان، وهو الذى يفضل منه ما يشاء ويختار، فقال تعالى فى سورة القصص ” وربك يخلق ما يشاء ويختار” أى هو سبحانه المتفرد بالاختيار والتفضيل فى الأزمان والأماكن، ولذلك فليس من حق العباد أن يفضلوا زمنا على زمن بلا دليل شرعى، والله تعالى جعل لنا مواسم الخيرات لنعبده فيها، وأوقات الطاعات لنشكره على نعمه فيها، فيا أيها الناس إحذروا من التفريط فى هذا الشهر العظيم فأيامه معدودة.
وساعاته محدودة ولا تكن من أولئك الذين جعلوا رمضان موسم للهو والعصيان، إحذروا من الغفلة والإعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية فقال تعالى “ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربى لما حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى” فكم تتألم النفوس المؤمنة وتتقطع حسرة على ما تراه من شباب المسلمين الذين اجتمعوا على اللهو وقتل الأوقات فى ليالى رمضان الفاضلة كم من الحرمات لله تنتهك ومعاصى يجاهر بها في ليالى رمضان المباركة، فيا خسارة المفرطين ويا ندامتهم يوم وقوفهم بين يدى رب العالمين عند سؤاله لهم ” ماذا أجبتم المرسلين” فاجتهد أيها الأخ الكريم فى اغتنام أيام العمر ولياليه، واتقوا الله وتزودوا في هذه الحياة فكم فى المقابر من أناس صاموا معنا رمضان في أعوام ماضية وهم الآن تحت الثرى رهناء الأعمال.
زر الذهاب إلى الأعلى