أخبار مصر

الدكروري يكتب عن أول ما يلاقيه العبد المؤمن من النعيم

الدكروري يكتب عن أول ما يلاقيه العبد المؤمن من النعيم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 12 مارس 2024

الحمد لله، أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبيّنا محمدا عبد الله ورسوله خير من علَّم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلّم تسليما مزيدا ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان المبارك، وإن أول ما يلاقيه العبد المؤمن من النعيم هو ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجرى للمؤمن عند الانتقال، من هذه الدار إلى الدار الآخرة، حيث يأتيه فى آخر لحظاته، فى الدنيا ملائكة كأن على وجوههم الشمس، معهم كفن من الجنة، وحنوط من الجنة، يتقدمهم ملك الموت، فيقول يا أيتها النفس الطيبة.

اخرجى إلى مغفرة من الله ورضوان، فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها منه، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة، إلا قالوا ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهى به إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدى فى عليين، وأعيدوه إلى الأرض، فإنى منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له من ربك؟ فيقول ربى الله، فيقولان له ما دينك؟ فيقول دينى الإسلام، فيقولان له ما هذا الرجل الذى بعث فيكم؟

فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان وما علمك؟ فيقول قرأت كتاب الله، فآمنت به وصدقت، فينادى مناد من السماء أن صدق عبدى، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، قال فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، قال ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول أبشر بالذى يسرك، هذا يومك الذى كنت توعد، فيقول له من أنت؟ فوجهك الوجه الذى يجيء بالخير، فيقول أنا عملك الصالح، فيقول رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي” فهذا ثواب الصائمين عمّا حرّم الله الملازمين لطاعة الله المحافظين على أوامر الله، المجتنبين لنواهيه مدة حياتهم، وطيلة عمرهم، فإن الصيام سر بين العبد وبين ربه، لا يطلع على حقيقته إلا الله سبحانه وتعالى، ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول الله تعالى.

“كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلى” وذلك أن بإمكان العبد أن يختفى عن الناس، ويغلق على نفسه الأبواب، ويأكل ويشرب، ثم يخرج إلى الناس، ويقول إنه صائم، ولا يعلم ذلك إلا الله سبحانه وتعالى ولكن يمنعه من ذلك اطلاع الله عليه ورؤيته له، وهذا شيء يُحمد عليه الإنسان، والعبرة من ذلك أن يدرك المسلم أن الذى يُخشى إذا أخلّ الإنسان بصيامه هو الذى يخشى إذا أخلّ بصلاته وزكاته وحجه، وغير ذلك مما أوجب الله تعالى على عباده، فإذا وجد المسلم أن إخلاله بالصيام كبير وعظيم، فيجب عليه أن يجد ويدرك أن حصول ذلك منه فى الفرائض الأخرى عظيم وكبير، والكيّس الفطن من جاهد نفسه في هذه الحياة، من جاهدها على طاعة الله، وألزمها فعل أوامره واجتناب نواهيه، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock