الدكروري يكتب عن صيام المحرم والأشهر الحرم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 11 مارس 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، وبعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار حياكم الله جميعا وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا وأسأل الله الحليم الكريم جلا وعلا أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته ثم اما بعد لقد علمنا الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم كيف نغتنم الأوقات الطيبه المباركه لكي نحصل فيها علي رضا الله عز وجل ونفوز بعفوة ومغفرته ورضاه.
ولكن هل تعلم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص شهر شعبان بصيام التطوع فيه مع أنه صلى الله عليه وسلم قال “أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم”؟ فالجواب أن جماعة من الناس أجابوا عن ذلك بأجوبة غير قوية لإعتقادهم أن صيام المحرم والأشهر الحرم أفضل من شعبان، كما صرح به الشافعية وغيرهم، والأظهر خلاف ذلك وهو أن صيام شهر شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، ويدل على ذلك ما أخرجه الإمام الترمذي من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال صلى الله عليه وسلم ” شعبان تعظيما لرمضان” فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما”
ولم يصم كذلك بل كان يصوم سردا ويفطر سردا ويصوم شعبان وكل اثنين وخميس” وقيل صيام داود الذي فضله النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم على الصيام، وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر، بأنه صوم شطر الدهر وكان صيام النبي صلى الله عليه وسلم إذا جمع يبلغ نصف الدهر أو يزيد عليه، وقد كان يصوم مع ما سبق ذكره يوم عاشوراء أو تسع ذي الحجة، وإنما كان يفرق صيامه ولا يصوم يوما ويفطر يوما لأنه صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الأوقات الفاضلة، ولا يضر تفريق الصيام والفطر أكثر من يوم ويوم إذا كان القصد به التقوى على ما هو أفضل من الصيام من أداء الرسالة وتبليغها والجهاد عليها والقيام بحقوقها، فكان صيام يوم وفطر يوم يضعفه عن ذلك.
ولهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي قتادة عمن يصوم يوما ويفطر يومين؟ قال “وددت أني طوقت ذلك” وقد كان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما لما كبر يسرد الفطر أحيانا ليتقوى به على الصيام، ثم يعود فيصوم ما فاته محافظة على ما فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم من صيام شطر الدهر، فحصل للنبي صلى الله عليه وسلم أجر صيام شطر الدهر وأزيد منه بصيامه المتفرق، وحصل له أجر تتابع الصيام بتمنيه لذلك، وإنما عاقه عنه الإشتغال بما هو أهم منه وأفضل، وكان حال النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان وهو ما روي عن أبي سلمة، أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حدثته، قالت “لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله” رواه البخاري.
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان” رواه مسلم، وعن أبي سلمة رضي الله عنه قال “سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر، ولم أره صائما من شهر قط، أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا” رواه مسلم، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت “لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان” رواه مسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا” رواه البخارى.
زر الذهاب إلى الأعلى