الدكروري يكتب عن الطاعات فى رمضان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 8 مارس 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، روي عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا حسد والحسد هنا بمعنى الغبطة، إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار” رواه البخارى ومسلم، فاجعل لنفسك في رمضان وقتا لقراءة القرآن، وضع لنفسك من اليوم برنامجا عمليا للطاعة، واعلم أن أعلى هذه الطاعات فى رمضان أن تفرغ معظم وقتك لقراءة القرآن، ووالله لقد هجرت الأمة القرآن فى هذه الأيام هجرا مروعا.
والهجر أنواع كما قال ابن القيم رحمه الله، هو هجر التلاوة، وهجر السماع، وهجر التدبر، وهجر العمل بأحكامه، وهجر التداوي به، ويوم أن هجرت الأمة القرآن أذلها الله لمن كتب الله عليهم الذل والذلة، ولا عزة ولا كرامة لهذه الأمة إلا إذا عادت من جديد إلى أصل عزها وشرفها وهو كتاب ربها عز وجل، وقال الله تعالى ” ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا” وها نحن نرى الأمة تعيش عيشة الضنك والشقاء في كل مجال من مجالات الحياة، وما ذاك إلا يوم أن أعرضت عن كتاب الله، وإن رمضان شهر القيام، فلا تنشغل بالفوازير والمسلسلات والأفلام، ولكن انشغل بطاعة الرحيم الرحمن، ففى هذا الوقت من الليل يصلى المسلمون صلاة القيام، وصلاة التراويح، ومن السنة ألا تنصرف من صلاة التراويح حتى ينصرف الإمام من الصلاة.
فلا تصل ركعتين وتنصرف لتتابع مسلسلا أو فليما من الأفلام، بل صبر نفسك على طاعة الله، فلقد مضى عمرك وقضيت الساعات الطوال أمام التلفاز قبل ذلك، فلا تضيع دقيقة في هذا الشهر، وكن فى كل لحظة فى طاعة لله، حتى وأنت في عملك انشغل بالأذكار، وانشغل بكلمة التوحيد، وانشغل بالصلاة على محرر العبيد، ولا تضيع دقيقة، وليكن لسانك رطبا في كل دقيقة بذكر الله عز وجل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخارى ومسلم، فانظر إلى فضل صلاة التراويح، فيقول صلى الله عليه وسلم “من قام” أى من صلى صلاة القيام، أو صلاة التراويح، وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.
“من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخارى ومسلم، وليلة القدر هى في العشر الأواخر فى الأيام الوترية، فاحرص على أن تقيم العشر كلها لله، ليرزقك الله ليلة القدر، فإن رزقت بهذه الليلة سعدت في دنياك وأخراك ” ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء” فمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وكما ينبغى المحافظة على بقية الصلوات في نهار رمضان فى جماعة، فلا تتخلف فى رمضان عن صلاة فى بيت الله إلا لعذر شرعى، واحرص على الجماعة، فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط” رواه البخارى ومسلم.
زر الذهاب إلى الأعلى