الدكروري يكتب عن الشهيد يسرح في الجنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 8 مارس 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الشهداء وعن منزلة الشهداء عند ربهم، فالشهيد يسرح في الجنة، ويأكل منها، فيقول الله عز وجل في الشهداء إنهم “أحياء عند ربهم يرزقون” فخصهم بهذه الفضيلة، فلا يشركهم فيها غيرهم، وقال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره أخبر الله تعالى فيها عن الشهداء أنهم أحياء في الجنة يرزقون، ولا محالة أنهم ماتوا، وأن أجسادهم في التراب، وأرواحهم حية، كأرواح سائر المؤمنين، وفضلوا بالرزق في الجنة من وقت القتل.
حتى كأن حياة الدنيا دائمة لهم، وقد اختلف العلماء في هذا المعنى، فالذي عليه المعظم هو ما ذكرناه، وعلى أية حال فهذا النعيم خاص بالروح، وأما البدن، فهو في القبر حتى يجمعه الله بروحه يوم القيامة، ولكن هل هذا النعيم للأرواح خاص بشهيد المعركة، أم يعم جميع أصناف الشهداء؟ فنقول بأن في هذا خلاف بين أهل العلم، والتعميم هو الأظهر، فقال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى أن للشهداء خصوصيات، منها أنه يغفر له أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويزوج اثنين وسبعين من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه” رواه الترمذي، ومنها أنهم ” أحياء عند ربهم يرزقون” كما جاء في القرآن العزيز.
“وأن أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش” رواه مسلم، وبعض هذه الخصال يكون لسائر الشهداء، كالأخيرة، كما نقله القرطبي عن العلماء، وكوقاية فتنة القبر، كما ذكره الجلال السيوطي، ونقله عن القرطبي، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن أرواح جميع المؤمنين في الجنة تتنعم فيها، وتأكل من ثمارها، وفي مسند الإمام أحمد حديثا فيه البشارة لكل مؤمن بأن روحه تكون في الجنة، تسرح أيضا فيها، وتأكل من ثمارها، وترى ما فيها من النضرة، والسرور، وتشاهد ما أعد الله تعالي لها من الكرامة، وهو بإسناد صحيح رواه الإمام أحمد، والحديث عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “نسمة المؤمن طائر، يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه”
وقوله “يعلق” أي يأكل، وفي هذا الحديث إن روح المؤمن تكون على شكل طائر في الجنة، وأما أرواح الشهداء، فكما تقدم في حواصل طير خضر، فهي كالراكب بالنسبة إلى أرواح عموم المؤمنين، فإنها تطير بأنفسها، وقد قال بعض العلماء إن أرواح المؤمنين كلهم في جنة المأوى، وإنما قيل لها المأوى لأنها تأوي إليها أرواح المؤمنين، وهي تحت العرش، فيتنعمون بنعيمها، ويتنسمون من طيب ريحها، وهي تسرح في الجنة، وتأوي إلى قناديل من نور تحت العرش، وعلى أية حال فالبدن لا يتنعم بنعيم الجنة، إلا عندما يدخلها في الآخرة، فقال ابن القيم في كتاب الروح لا تنافي بين قوله صلي الله عليه وسلم “نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة”
زر الذهاب إلى الأعلى