مقالات

الدكرورى يكتب عن التربية بالجليس الصالح

الدكرورى يكتب عن التربية بالجليس الصالح

الدكرورى يكتب عن التربية بالجليس الصالح
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 5 فبراير 2024 
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد إن من أنواع التربية هو التربية بالجليس الصالح، والجليس بصفة عامة يحقق حاجة اجتماعية ونفسية، فالطفل يميل إلى
رفقة يلعب كل منهم منفردا في منتصف السنة الرابعة، وبعدها يميل كل منهم إلى اللعب الجماعي، وكلما كبر الطفل احتاج إلى وقت أطول يقضيه مع رفقته ليبدأ استقلاله عن والديه، وأما في المراهقة فالرفقة من أهم الحاجات النفسية والاجتماعية التي لا يستغني عنها المراهق، وأهم الشروط أن تكون مجموعة الرفاق مناسبة لسن الطفل العقلي والجسدي. 
لأن الطفل إذا كان أصغر منهم يتحول إلى تابع مقلد وإذا كان أكبر أحس بالمسئولية عنهم وعن حمايتهم، وليس معنى هذا ألا يلعب إلا مع رفقة في سنه، ولكن لا يقحم دائما في مجموعات أصغر أو أكبر منه، ومن شروط الرفقة أن تكون صالحة فيعمل المربي على تحبيب ولده في الأخيار، ويختار السكن حول جيران مستقيمين، ويربط ولده بحلق التحفيظ والمراكز الصيفية والمكتبات، ويوثق علاقته بالصالحين من أقاربه وأصدقائه، والسماح لهما بتبادل الزيارات والرسائل والمكالمات الهاتفية، وأما إن كان سيئا فعلى المربي أن يبين سوء سلوكه، ويتيح لولده فرصة عقد صداقات جديدة دون أن يشعر حتى يتخلص من صديق السوء، أو يقل تأثيره على الأقل، ويخطئ بعض المربين حين يمنع ولده من أية صداقة.
حتى إذا كبر عقد صداقات سيئة، كان يمكن للمربي أن ينأى بولده عنها لو أتاح له فرصة عقدة صداقات صالحة في سن مبكرة، وكما أن من أنواع التربية هو الإفادة من العلم الحديث ومخترعاته، حيث أصبحت مخترعات العلم الحديث تشارك في تربية الصغار والكبار، ويكمن خطرها في أنها تنقل للبيوت عادات وتقاليد وعقائد مخالفة للإسلام وعادات المجتمع المسلم، وتؤثر في الصغار لأنهم يجلسون أمامها مدة طويلة وهم في حالة نفسية مناسبة لتلقي ما يعرض عليهم، ومن أهم هذه المخترعات التلفاز والكمبيوتر، وكما أن من أنواع التربية هو الإفادة من الدوافع الفطرية، فالدوافع الفطرية تسهم في تربية الطفل إذا أحسن المربي استخدامها، وراعى فيها التوازن والاعتدال ومنها الإستهواء.
ويشترط أن يكون لصالح الطفل، فلا يوحي إليه المربي بما يجعله جبانا، كالوحوش والأشباح وغيرها، مع الاعتدال لأن كثرة الإيحاء للطفل تجعله تابعا لغيره منقادا، ويقضي على استقلاليته، ولكي ينجح المربي في الإيحاء لا بد من الصدق، وأن يكون متصفا بما يدعو إليه، كالشجاعة أو الصبر، وأن يكون ماهرا في عرض الفكرة وأن تكون رنة الصوت مؤثرة، وعلى المربي أن يحذر من وقوع طفله تحت مظلة الفسق عن طريق إعجابه بالمغنين والممثلين، ولذا عليه أن ينفره منهم، ويزرع في نفسه كراهيتهم، وكما أن من أنواع التربية هو اللعب ومنه يتعلم القدرة على التفكير والمهارات المختلفة، أما اللعب الجماعي فيشكل مدرسة يتعلم منها فن القيادة، والطاعة، والالتزام، والمعايير السلوكية.
كما يتدرب على أداء دوره المستقبلي، فالفتي يمثل الأب، أو المدرس، أو الطبيب، أو غيرهم، والفتاة تمثل دور الأم أو أية مهنة تناسبها، ولكن يجب التوازن في اللعب الجماعي والفردي حتى يبعد الطفل عن الانطواء، ويتعلم أسلوب التعامل مع الآخرين واحتمال الأذى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock