أخبار مصر

الدكروري يكتب عن حال الحبيب المصطفي في شعبان

الدكروري يكتب عن حال الحبيب المصطفي في شعبان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 20 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن الناظر إلى حال الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم في شعبان، يظهر له أكمل الهدي في العمل القلبي والبدني في شهر شعبان ويتجسد الحياء من الله ونظره إليه بقوله ” وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم” ففي الحديث قمة الحياء من الله عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بألا يراه الله إلا صائما، وهذا هو أهم ما يجب أن يشغلك أخي المسلم أن تستحي من نظر الله تعالي إليك فتستحي من نظره لطاعات قدمتها امتلأت بالتقصير ولذلك قال بعض السلف “إما أن تصلي صلاة تليق بالله جل جلاله، أو أن تتخذ إلها تليق به صلاتك “

وكما تستحي من أوقات قضيتها في غير ذكر لله عز وجل وتستحي من أعمال لم تخدم بها دينه ودعوته وتستحي من همم وطاقات وإمكانيات وقدرات لم تستنفذها في نصرة دينه وإعزاز شريعته وتستحي من قلم وفكر لم تسخره لنشر رسالة الإسلام والرد عنه، وتستحي من أموال ونعم بخلت بها عن دعوة الله تعالي، وتستحي من كل ما كتبته الملائكة في صحيفتك من تقاعس وتقصير، وتستحي من كل ما يراه الله تعالي في صحيفتك من سوءات وعورات، فكل ذلك وغيره يستوجب منك أخي الحبيب الحياء من الله والخشية منه، فإن شهر شعبان هو شهر المنحة الربانية التي يهبها الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فإن لله في أيام دهركم أياما وأشهرا يتفضل بها الله عباده بالطاعات والقربات.

ويتكرم بها على عباده بما يعده لهم من أثر تلك العبادات، وهو هدية من رب العالمين إلى عباده الصالحين ففيه ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، عظم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها في قوله: “يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” وهي فرصة تاريخية لكل مخطئ ومقصر في حق الله ودينه ودعوته وجماعته وهي فرصة لمحو الأحقاد من القلوب تجاه إخواننا فلا مكان هنا لمشاحن وحاقد وحسود وليكن شعارنا جميعا قوله تعالى ” ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم” وقال بعض السلف أفضل الأعمال هو سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ.

وسيد القوم من يصفح ويعفو، وهي فرصة لكل من وقع في معصية أو ذنب مهما كان حجمه وهي فرصة لكل من سولت له نفسه التجرأ على الله تعالي بارتكاب معاصيه، كما هو فرصة لكل مسلم قد وقع في الخطأ” فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ” وكما هي فرصة إذن لإدراك ما فات وبدء صفحة جديدة مع الله عز وجل تكون ممحوة من الذنوب و ناصعة البياض بالطاعة، فنسأل الله تعالي أن يجعلنا من أهل التوحيد، وأن يقوّي عزائمنا بالإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا من أهل طاعته، وأن يرزقنا السعادة، واتباع سنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، وكما نسأله تعالي الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، فاللهم أحينا مؤمنين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، واجعلنا من أهل السعادة أجمعين، ولا تفرّق جمعنا هذا إلا بذنب مغفور، وعمل مبرور، وسعي مشكور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock