مقالات

 إتحاد أهل السنة والجماعة

 إتحاد أهل السنة والجماعة

 إتحاد أهل السنة والجماعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي تمثلت بركته صلى الله عليه وسلم في
inbound8661598029989041440
أكثر من شيء، فبدنه مبارك، ورؤيته بركة، وكلامه كذلك، والله تعالى أرسله صلى الله عليه وسلم لدعوة الناس وهدايتهم بأقواله وأفعاله، فهل كل من سمع كلامه آمن به؟ أو رآه سرت إليه بركته؟ كلا، لا يزعم هذا أحد، فالذين أعرضوا عن دعوته وماتوا كافرين بالله تعالى كأبي جهل وأبي لهب وغيرهم ممن عاصره، صلى الله عليه وسلم هم من أكثر الناس له سماعا ورؤية، وتماسا باليد والبدن سنين طويلة.
ومع ذلك لم ينتفعوا من ذلك بشيء، ولا شك أن بركته صلى الله عليه وسلم موجودة وحاضرة، لا يمنع من سريانها مانع منه صلى الله عليه وسلم، بل علة المنع منهم، فهم الذين لم يقبلوا هدى الله عز وجل، الذي أرسله به، فإنما هم قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، وقد وقعت أبصارهم عليه، فأين هم من الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” طوبى لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني” رواه الطبراني، وإذا انشغل الكثير من الناس ببركته الحسية صلى الله عليه وسلم وهي ولا شك ثابتة له، وهي من عظيم فضائله ومن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، فأين نحن من الاهتمام ببركته المعنوية في اتباع هديه وسنته وشريعته صلى الله عليه وسلم ؟ 
فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد اعلموا يرحمكم الله أنه هناك ضرورة اتحاد أهل السنة والجماعة، فإن الحاجة ماسة إلى أن يجتمع أهل السنة والجماعة تحت الراية الواحدة التي تجمعهم مهما اختلفت المسائل الفرعية التي تجمعهم عليها أصول متحدة، ومهما اختلفت اجتهاداتهم في الأمور العملية، ومهما اختلفت اجتهاداتهم في وسائل الدعوة إلى الله جل وعلا، ومهما اختلفت بلادهم وآراؤهم، فهذه القضايا ليست مدعاة إلى أن يتفرق أهل السنة والجماعة، أما إذا كان الخلاف خلافا عقديا مبنيا على الأصول، فهنا الأمر لا شك أنه يستدعي توضيح الأمر، وألا يلتبس الحق بالباطل على الناس، أما أن نتخذ من هذه الخلافات الجزئية والفرعية التي لا تؤثر سببا للتفرق والخصومة والتناحر.
وأن ينشغل بعضنا ببعض، فهذا ليس من الحكمة التي أمر الله سبحانه وتعالى بها، فهل من الحكمة أن ينشغل المؤمنون والدعاة والصالحون مثلا بالخلاف حول سنه من السنن أو حول مسألة فقهية ويتركوا أمرا هم مجمعون على أنه خطأ حرام وباطل وضلال؟ فإن هذا ليس من الحكمة، ولو سألت مؤمنا عن رأيه مثلا من الفساد الأخلاقى الذى يجتاح المجتمعات الإسلامية؟ لمّ رأسه، وقال إنا لله وإنا إليه راجعون، ولو سألته عن هذه المعاملات الربوية التي لوثت جيوب الناس وحياتهم؟ لما كان يخالفك على ذلك أي مسلم، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock