مقالات

الدكرورى يكتب عن شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا

الدكرورى يكتب عن شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا

الدكرورى يكتب عن شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي أمر صلى الله عليه وسلم بمعاملة الحيوان بالرفق، فقد استصعب جمل على أصحابه، فأعاده النبي صلى الله عليه وسلم إلى حاله الأولى بالرفق واللين، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “كان أهل بيت من
الأنصار لهم جمل يسنون، أي يسقون عليه، وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره، وإن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه كان لنا جمل نسني عليه وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا، فقاموا. 
فدخل الحائط، وهو البستان، والجمل في ناحيته، فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، فقالت الأنصار يا رسول الله، قد صار مثل الكلب، نخاف عليك صولته، قال ل صلى الله عليه وسلم يس عليّ منه بأس، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل، فقال له أصحابه يا رسول الله هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك، ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك؟ قال لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها” رواه أحمد، وكما دخل النبي صلى الله عليه وسلم بستانا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل. 
فلما رأى الجمل النبي صلى الله عليه وسلم ذرفت عيناه فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح عليه حتى سكن، فقال صلى الله عليه وسلم “لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال لي يا رسول الله، فقال له أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا لي أنك تجيعه” رواه أبو داوود، ومعني تدئبه أي تتعبه، كما كان من صور رحمته صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالإحسان إلى البهيمة حال ذبحها، وأثنى على من فعل ذلك، بل ونهى أن تحد آلة الذبح أمامها، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته” رواه مسلم، وعن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه أن رجلا قال. 
“يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها، فقال والشاة إن رحمتها رحمك الله” رواه أحمد، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أضجع شاة وهو يحد شفرته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “أتريد أن تميتها موتات، هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها” الحاكم، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من رحم ولو ذبيحة عصفور، رحمه الله يوم القيامة” رواه الطبراني، ومن عجيب صور الرحمة بالحيوان في هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو تحريم لعنه إياه، فعن أبي برزة رضي الله عنه قال كانت ‏راحلة ‏‏أو ناقة أو بعير ‏عليها بعض متاع القوم وعليها ‏جارية، ‏فأخذوا بين جبلين فتضايق بهم الطريق، فأبصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ‏
فقالت ‏حل،‏ ‏حل، ‏‏اللهم العنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “من صاحب هذه ‏ ‏الجارية؟، ‏لا تصحبنا ‏‏راحلة ‏أو ناقة أو بعير عليها من لعنة الله تبارك وتعالى” رواه أحمد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock