مقالات

الدكروري يكتب عن زوجات الرسول والتوسعة في النفقة

الدكروري يكتب عن زوجات الرسول والتوسعة في النفقة

الدكروري يكتب عن زوجات الرسول والتوسعة في النفقة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 12 يناير 2024
الحمد لله برحمته اهتدى المهتدون، وبعدله وحكمته ضلّ الضالون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، تركنا على محجّة بيضاء لا يزيغ عنها إلا أهل الأهواء والظنون، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا مَن أتى اللهَ بقلب سليم، أما بعد في حادثة مشهورة، هي موقف زوجاته صلى الله عليه وسلم حينما سألنه
inbound2899270331273852506
التوسعة في النفقة، فيحدثنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن تلك الحادثة فيقول دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه، لم يؤذن لأحد منهم، قال فأذن لأبي بكر فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نساؤه.
واجما ساكتا، قال فقال لأقولن شيئا أضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هن حولي كما ترى يسألنني النفقة، فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها، كلاهما يقول تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده؟ فقلن والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده، ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين، ثم نزلت عليه هذه الآية “يا أيها النبي قل لأزواجك” حتى بلغ فوله تعالي ” للمحسنات منكن أجرا عظيما” قال فبدأ بعائشة، فقال يا عائشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك، قالت وما هو يا رسول الله؟ 
فتلا عليها الآية، قالت أفيك يا رسول الله أستشير أبوي؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا” فلقد اجتمعن أزواجه عليه يسألنه النفقة، فما زاد على اعتزالهن شهرا حتى أنزل الله عز وجل آية التخيير، وانتهى الأمر محسوما بشكل يضمن عدم تكراره، ولكن الشاهد هنا هو تريث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يطلق ويستبدل بهن غيرهن، فكل ما في الأمر هو اعتزالهن حتى يفصل الله عز وجل في الأمر، وقد كان ما كان من نزول آيات تتلى في كتابه الحكيم إلى يوم القيامة، وفي حادثة أخرى تدل على حلمه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته إبان حدوث مشكلة أسرية بينه وبين إحدى زوجاته.
ما ترويه السيدة عائشة رضي الله عنها، أنها قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم بأسير فلهوت عنه، فذهب، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل الأسير؟ قالت لهوت عنه مع النسوة فخرج، فقال ما لك، قطع الله يدك، أو يديك، فخرج فآذن به الناس فطلبوه فجاءوا به، فدخل علي وأنا أقلب يدي، فقال ما لك، أجننت؟ قلت دعوت علي، فأنا أقلب يدي أنظر أيهما يقطعان، فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه مدا وقال اللهم إني بشر، أغضب كما يغضب البشر، فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهورا” وبداية يحسن الإشارة إلى ما ذكره أحد المتخصصين في السيرة حيث قال إن هذا الحادث يظهر أنه قبل فرض الحجاب على النساء، ومما يلحظ في تعامله صلى الله عليه وسلم أنه لم يضرب السيدة عائشة رضي الله عنها.
أو يسبها، أو يهددها بطلاق أو غيره إن لم يرجع الأسير، فلم يزد على كلمته التي قالها، وعندما وجد الصحابة الأسير، وعاد هو إلى بيته صلى الله عليه وسلم وقد نسي الموضوع لولا أنه رأى السيدة عائشة رضي الله عنها، تفعل ما تفعل بيديها، فوضح لها الأمر، وانتهت المشكلة جملة وتفصيلا، فلله دره من تعامل راق يضع الأمور في مواقعها الحقيقية والمناسبة، ويزن الأمور بحجمها الطبيعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock