الدكروري يكتب عن إصلاح القلب وتعظيم الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأثنين الموافق 1 يناير 2024
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد إن الله سبحانه وتعالى عظيم شأنه رفيع قدره، أوجد العباد من العدم وأمدهم
بالنعم، وكشف عنهم الكروب والخطوب، والفطر السليمة تحب من أنعم وأحسن إليها، وحاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس، ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا بمعرفة الله ومحبته وعبادته، وأعرف الناس به أشدهم له تعظيما وإيمانا، وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم، فهي واجبة في كل وقت.
وأعمال الجوارح لإصلاح القلب وتعظيم الله، وقال ابن القيم رحمه الله ” والله ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه، وإذا عرفَ المخلوق ربه اطمأنت إليه نفسه وسكن إليه قلبه، ومن كان بالله وصفاته أعلم كان توكله أصح وأقوى، وكان منه أخوف” سبحانه فهو العظيم الكريم، رزقه لا ينفد، ولو سأله العباد جميعا فأعطاهم ما سألوه، لم ينقص ذلك من ملكه شيئا، فهو العظيم الكريم، الثواب على العمل يضاعفه، والحسنة عنده بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والقليل من زمن الطاعة يكثره، فليلة القدر خير من ألف شهر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر كصيام الدهر، وإذا أنفق العبد مالا ابتغاء وجهه رده له أضعافا مضاعفة، ويزيد في السخاء فوق المُني، فأعطى أهل الجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وإذا ترك العبد شيئا من أجله عوضه خيرا منه، وهو عظيم غني عن جميع خلقه، وكل شيء مفتقر إليه، فلا يبلغ العباد نفعه فينفعوه، ولا ضره فيضروه، هو علي كبير، الكرسي موضع قدميه سبحانه وقد وسع الكرسي السماوات والأرض، والسماوات السبع في الكرسي كدراهم سبعة ألقيت في ترس، والكرسي في العرش كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض، وعرشه أعظم مخلوقاته، وتحت العرش بحر ويحمل العرش ملائكة ما بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام، وربنا سبحانه وتعالي مستوي على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته، وهو مستغني عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء، ولا يحيط به شيء، ويدرك الأبصار والأبصار لا تدركه، وقدرته شملت جميع مخلوقاته.
وهي ضعيفة عنده وإن كبرت في أعين المخلوقين، فالسماوات يطويها سبحانه يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، وإذا تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة وصعق أهل السماء، وأول من يفيق جبريل، والسماوات تخشاه، وقال الضحاك رحمه الله أي تكاد السماوات يتشققن فرقا من عظمة الله، أي خوفا منه، وهو عظيم قيوم لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، والأمر يدبره من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه، وهو سبحانه قوي لا يعجزه شيء، إذا أراد شيئا قال له كن، فيكون، وأمره كلمح البصر بل هو أقرب، وله جنود لا يعلمها أحد سواه، قلب قرى قوم لوط وجعل عاليها سافلها، ولما امتنع بنو إسرائيل عن قبول ما في التوراة رفع جبلا فوق رؤوسهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم.
زر الذهاب إلى الأعلى