مقالات

الدكروري يكتب عن تقديم الجن على الإنس في القرآن

الدكروري يكتب عن تقديم الجن على الإنس في القرآن

الدكروري يكتب عن تقديم الجن على الإنس في القرآن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 23 يناير 2024
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي والسنة النبوية الشريفة الكثير عن خلق الجن، فجاء في القرآن الكريم أن الله تعالى لما ذكر سليمان عليه السلام قال “وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير”
فقدم الجن على الإنس في هذه الآية لأن القدرة العسكرية الحربية القتالية لديهم أقوى من الإنس ولهذا استقر في طباع الإنس حتى قبل الإسلام أن الجن أقوياء فكانوا يهابونهم ومنه قول الله تعالى على لسان الجن “وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ” ولقد أعطى الله تعالى الجن القدرة على التشكل وهذا يؤيده حديث أبي السائد رحمه الله تعالى.
 
عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه في صحيح مسلم وذلك أن أبا السائد وهو من التابعين دخل على أبي سعيد الخدري الصحابي المعروف فإذا هو يصلي ولما كان أبو السائد ينتظر أبو سعيد من صلاته إذ سمع حركة في عراجين البيت فنظر فإذا هي حية عظيمة فهمّ أن يقتلها فأشار إليه أبو سعيد وهو فصلاته أن مكانك، فتريث أبو السائد رحمه الله فلم فرغ أبو سعيد من صلاته أخذ بيد أبي السائد وأخرجه من الدار، وأشار إلى دار أخرى فقال له أرأيت تلك الدار؟ فإنها كانت دارا لفتى منا معشر الأنصار، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم بالخندق وكان الفتى حديث عهد بعرس فاستأذن الفتى النبي صلى الله عليه وسلم أنصاف النهار أن يأتي أهله فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم وقال له خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك مكر بني يهود.
فأخذ سلاحه وقدم على داره، فوجد عروسه على باب الدار، فأخذته الغيرة وهم أن يطعنها بالرمح فقالت له أكفف عليك رمحك وادخل الدار، فلما دخل الدار وجد حية عظيمة ملتوية على فراشه، فطعنها فاضطربت عليه فمات الاثنان الحية والفتى فقال أبو سعيد فلا يُدرى أيهما أسبق موتا فأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن بالمدينة إخوانا لكم من الجن، فإذا رأيتم مثل هذا فآذنوه ثلاثا فإن بدا لكم أن تقتلوه فاقتلوه فإنما هو شيطان ” ويتحرر من هذه القصة أن تلك الحية لا تخلوا أن تكون واحدا من ثلاث، إما أن تكون حية حقيقة فهذا يجوز قتلها بعد ثلاث، وإما أن يكون شيطانا فيقتل لأنه شيطان، وإما أن يكون جنيا فسيخرج بعد الثلاث، فإذا لم يخرج في هذه الحالة فستبقى الحالة محصورة في اثنين إما حية حقيقة فيجوز قتلها. 
لأنها من الفواسق وذوات الضرر، وإما شيطانا فكذلك يجوز قتله، وهذا التشكل العظيم أمر لم يعطه الله تعالى لبني آدم، فالملائكة يتفقون مع الجن في قضية ألا وهي أننا لا نراهم في حين أن الجن والإنس يتفقان في قضية وهي أن كلاهما مكلف، كما أن الصورة المأخوذة عن الملائكة أنهم قوم حِسان ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه وهو جرير بن عبد الله البجلي يقول في شأنه “عليه مسحة ملك” وهذا دلالة على وسامته وقسامته وكذلك صواحب يوسف النسوة لما رأينه انبهرن جماله وقلن ” حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ” لذلك استقر في الأذهان أن الملائكة رمز للجمال، كما أن الجن رمز للقبح ولهذا مما استطرف في هذا المجال أن الجاحظ الأديب العباسي المعروف جاءته مرة امرأة وهو في السوق. 
فقالت إني أريدك في أمر ما، قال ما لديكي؟ قال اتبعني، فتبعها حتى وصلا إلى صائغ يبيع الذهب فوقفا أمام الصائغ، فقالت المرأة للصائغ وهي تشير بيدها إلى الجاحظ مثل هذا ؟ ثم انصرفت، فوقف الجاحظ حائرا لا يدري ما الأمر، فسأل الصائغ ما الأمر؟ قال إن هذه المرأة أتتني قبلك وطلبت مني أن أصنع لها خاتما فصه على شكل عفريت، فقلت لها إنني لم أرى العفريت قط، فاستدعتك وأخبرتك بما سمعت وكان الجاحظ قبيح الخلقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock