مقالات

الدكروري يكتب عن الكفار ومزاعمهم ومعتقداتهم

الدكروري يكتب عن الكفار ومزاعمهم ومعتقداتهم

الدكروري يكتب عن الكفار ومزاعمهم ومعتقداتهم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 30 ديسمبر 
الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم لك الحمد ربي من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير تبدي صنع خافيه إليك يا رب كل الكون خاشعة ترجو نوالك فيضا من يدانيه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه
inbound2141700120874258391
يرجعون وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن من صور ما منحوا أهل مكة من هبات الله تعالي أن هيأ الله جل وعلا لهم حياة رغيدة حيث كان يجبى إلى أم القرى ثمرات كل شيء، وأمن لهم رحلة الشتاء إلى اليمن السعيد، ورحلة الصيف إلى الشام المبارك. 
وكل القبائل ترعى مكانة قريش لأنهم سدنة بيت الله الحرام، وجعل لقريش المكانة والزعامة في قلوب القبائل العربية، وكان عليهم أن يدركوا حقيقة هذه النعم ويؤدوا شكرها إلى واهبها، ولكنهم بطروا وعتوا واستكبروا، وسخروا هذه النعم في الصد عن سبيل الله ومحاولة إطفاء نور الله، وتعذيب عباد الله، ولقد استحقوا بصنيعهم هذا الهلاك والبوار، فقد خلت نفوسهم من الخير وأصبحت الملذات والمتع الهابطة تسيطر على عقولهم ومشاعرهم، وأصبحت القلوب قاسية والعقول مظلمة والنفوس خاوية، إنه البوار الذي لا ينتج شيئا كالأرض البور والصحراء القاحلة، ويعود السياق القرآني إلى تبكيت الضالين مرة أخرى، كيف كنتم تحملون هؤلاء المعبودين مسؤولية ضلالكم ها هم قد كذبوكم في قولكم ولم يأمروكم بشيء مما قلتموه.
فما التوجيه عندكم لما كنتم عليه من ضلال، وما المعدل الذي يعدل بكم عن المصير المحتوم السيء، ولا يجدون من ينقذهم من هذا العذاب الرهيب، إنه العذاب الكبير للظالمين الذين اتخذوا مع الله شركاء، وكذبوا بكتابه وعادوا رسوله، ولم يرفعوا لدعوة الحق رأسا ولم يلقوا لنداء الله أذنا صاغية، فبعد ذكر الدافع الحقيقي للمشركين لتكذيب الرسول صلي الله عليه وسلم وهو تكذيبهم بالساعة استطرد السياق إلى ذكر ما يجري للمكذبين عند قيام الساعة وألوان العذاب التي يلاقونها، والتوبيخ الذي يتعرضون له نتيجة المجابهة بينهم وبين معبوديهم، فالعلاقة بالمحور إذن هو أن إثارة الشبهات حول الرسول صلي الله عليه وسلم ما هو إلا من باب ذر الرماد في العيون ومحاولة تبرير المواقف وإخفاء الدافع الحقيقي للتكذيب. 
وهناك أيضا من الدوافع هو الإضراب وهو إما انتقالي أو إبطالي، ويأتي الإضراب الإبطالي في صدد الرد على الكفار ومزاعمهم ومعتقداتهم وغيرها، أما الانتقالي فيأتي في تقريرات الله سبحانه وتعالى ابتداء وتدرجا وهنا جاء بأسلوب الإضراب الانتقالي وهو “الإضراب عن توبيخهم لمقولتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والانتقال إلى تعليل هذه المقولة” وهو أسلوب كثير الاستعمال في القرآن الكريم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس يعلوهم كل شيء من الصغار” وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال “جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل” 
فقال جبريل إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة، فلما نزل قال يا محمد أرسلني إليك ربك، قال أفملكا نبيا يجعلك أو عبدا رسولا؟ قال جبريل تواضع لربك يا محمد، قال بل عبدا رسولا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock