أخبار مصر

الدكروري يكتب عن إياكم وخاتمة السوء

الدكروري يكتب عن إياكم وخاتمة السوء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 24 ديسمبر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فاعلموا إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد، إن الإنسان في هذه الدنيا يخلط بين الأعمال الصالحة والطالحة ولكن العبرة بالخواتيم ولأهمية الخواتيم عنون لها الإمام البخاري بابا في صحيحه فقال باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها، وذكر فيها حديثا لرجل قاتل في أرض المعركة وكانت رقاب الأعداء تتطاير تحت سيفه ومع ذلك ختم الله له بسوء ومات منتحرا لأنه جُرح ولم يصبر على الجرح فقتل نفسه.

وقد يقول قائل كيف أموت على طاعة؟ والجواب في حكمة أبي حازم سلمة بن دينار كل ما لو جاءك الموت عليه فرأيته خيرا فالزمه وكل ما لو جاءك الموت عليه فرأيته شرا فاجتنبه، أي إذا أردت أن تموت على طاعة فالزمها وإن كرهت الموت على معصية فاتركها، فلو كان أول سطر في صحيفتك خيرا وآخر سطر فيها خيرا لمحا الله لك ما بينهما، وإذا كان كتاب عمرك أول سطر فيه أذان قرع أذنك عقب ولادتك، فاستبشر بأن يكون آخر سطر فيه إن شاء الله كلمة التوحيد ينطق بها لسانك، لتكون جواز عبورك إلى الجنة، وروي أن عامر بن عبد الله رجل من الصالحين، كان مؤذنا في أحد المساجد، وكان منزله قريبا من المسجد الذي كان يؤذن فيه، فمرض ذات يوم مرضا أقعده عن الصلاة أياما فجاء إليه أصحابه لزيارته فسمع المؤذن يؤذن.

فقال لأصحابه خذوني إلى المسجد، فقالوا لقد أعذرك الله، فقال سبحان الله، أسمع النداء ولا أجيبه؟ فحملوه إلى المسجد فلما سجد كانت السجدة الأخيرة له ووقع فمات، وروي أنه احتضر رجل ممن كان يجالس شرب الخمور، فلما حضره نزع روحه أقبل عليه رجل ممن حوله وقال قل لا إله إلا الله، فتغير وجهه وتلبد لونه وثقل لسانه، فردد عليه صاحبه يا فلان قل لا إله إلا الله، فالتفت إليه وصاح لا، اشرب أنت ثم اسقني، ثم ما زال يرددها حتى فاضت روحه، وقيل أن هناك قصة واقعية في سوء الخاتمة بشرب الخمر حدثت في أحد المساجد الكبرى، فقيل بعد صلاة العشاء قام العمال بغلق أبواب ونوافذ المسجد ودخل أحدهم الحمامات ليطفئ الأنوار وإذا بأحد الحمامات مغلق من الداخل فطرق الباب فلم يجبه أحد فتسلق أحدهم الجدار ونزل الحمام.

وإذا بشاب في ريعان شبابه أخذ إبرة مخدرات مكس في كتفه وكانت الجرعة قوية شديدة عليه فمات في حينها ليلقى الله على هذه الحال، وإن هناك فرق كبير بين من يلقى الله مخمورا وبين من يلقاه ملبيا، وقيل أنه لما نزل بأحد الغافلين الموت واشتد عليه الكرب اجتمع حوله أبناؤه يودعونه ويقولون له قل لا إله إلا الله، فأخذ يشهق ويصيح، فأعادوها عليه، فصاح بهم وقال الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا، والبستان الفلاني ازرعوا فيه كذا، والدكان الفلاني اقبضوا منه كذا، ثم لم يزل يردد ذلك حتى مات، فاعملوا الصالحات، وجانبوا المحرمات، واجتهدوا في تحصيل أسباب حُسن الخاتمة، واحذروا أسباب سوء الخاتمة، واجتهدوا فيما يرضي ربكم، فاسعوا رحمكم الله إلى تحصيل أسباب حسن الخاتمة ليوفقكم الله إلى ذلك، واحذروا أسباب سوء الخاتمة فإن الخاتمة السيئة هي المصيبة العظمى، والداهية الكبرى، والكسر الذي لا ينجبر والخسران المبين، والعياذ بالله من ذلك، ونسأل الله تعالي أن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock