أخبار مصر

الدكروري يكتب عن تعظيم حقوق المسلمين

الدكروري يكتب عن تعظيم حقوق المسلمين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 22 ديسمبر

الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن قضاء حوائج الناس من أبواب التعاون على الخير، حيث يعتبر التعاون على الخير بين أفرد المجتمع ضرورة إنسانية واجتماعية، لا يستطيع الناس الاستغناء عنها، وقال الإمام ابن كثير رحمه الله يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فِعل الخيرات وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى.

وينهاهم عن التناصر على الباطل، والتعاون على المآثم والمحارم، فروى مسلم عن أبي سعيد الخدري، قال بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم، إذ جاء رجل على راحلة له، قال فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كان معه فضل ظهر، فليعد به على من لا ظهر، أي دابة له، ومن كان له فضل من زاد، فليعد به على من لا زاد له” وفي قوله صلى الله عليه وسلم ” يصرف بصره يمينا وشمالا ” أي متعرضا لشيء يدفع به حاجته، وفي قوله صلى الله عليه وسلم ” من كان معه فضل ظهر” أي زيادة ما يركب على ظهره من الدواب، وقال الإمام النووي رحمه الله في هذا الحديث الحث على الصدقة والجود والمواساة، والإحسان إلى الرفقة والأصحاب، والاعتناء بمصالح الأصحاب.

وكما أن قضاء حوائج الناس من وسائل وَحدة المجتمع، فقد روى الشيخان عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه” وفي قوله “كالبنيان” أي البيت المبني، وفي قوله ” يشد بعضه” أي بعض البنيان يقوي بعضه، وقال الإمام علي الهروي رحمه الله هذا الحديث معناه أن المؤمن لا يتقوى في أمر دينه أو دنياه إلا بمعونة أخيه، كما أن بعض البناء يقوي بعضه، قضاء حوائج الناس سبيل المحبة بين المسلمين، روى مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد، أي دعا بعضه بعضا إلى المشاركة في ذلك، بالسهر والحمى”

وقال الإمام النووي رحمه الله هذا الحديث صريح في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض، وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثم ولا مكروه، فيا عباد الله اتقوا الله عز وجل اتقوا الله واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعم عظيمة نعم في الدنيا ونعم في الدين نعم كثيرة وافرة وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم، فاشكروا هذه النعمة فإن الشكر سبب لمزيد النعم وإن كفر النعم سبب لنقصها وزوالها حيث قال الله تعالى “وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتكم إن عذابي لشديد” وقال الله تعالى “وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock