أخبار مصر

حينما تتفق الساعات وتختلف المشاعر 

حينما تتفق الساعات وتختلف المشاعر

بقلمي جمال القاضي 

(بدون فصحى )

حياتنا عباره عن أيام وسنين ، الأيام مابين شروق للشمس وغروبها ، فيها اليوم بينتهي لما نبدأ بالنوم على وسادة ، اليوم عباره عن صفحة ، والمواقف هي سطورها ، صفحة اليوم بتختلف من شخص لشخص تاني ، تتفق الساعات وتختلف المشاعر .

 فيه ال بتكون صفحة يومه طويله وكأن اليوم فيها سنة ، لأنه بيعاني فيها من ألم ، بيعاني فيها من وحدة ، بيعاني فيها من عقوق من ولد ، بين جدران ممكن يحكي همومه لصمت ، بيفتكر من الماضي مواقف ، يمكن معاه يخف الوجع ، لكن لما بيرجع للماضي بيلاقي وجعه ممكن يزيد ، لأنه هو كمان كان أسوأ حال من اليوم ، ، ممكن يكون من سرعة اتخاذ قرار وكان غلط ومش عارف ولايقدر يصححه تاني ، ممكن من قدر جعله يعيش أصعب لحظات حياته ، بيكتب وجعه عى سطور قلبه ، ويحفظه في كتاب ذكرياته ، بيكتم ويكبت جواه مشاعره ، ونفسه يصحى في يوم يلاقي نفسه غير ال قبله ، يوم يقول فيه أنا هقفل صفحة البارح وأخر السطر ال كان فيها هكتب نقطة وأبتدي من أول السطر بس مع صفحه جديدة ، لكن ممكن الناس ال من النوع ده هيا والألم بيفضلوا مع بعض لإنهم أصحاب ، وحظها كمان في الدنيا عنيد ، والفرحه دايما مخصماها .

بس طول بالك ، دماغك متروحش لبعيد وتقول هوا أنا هفضل كده علطول ولاأيه ، لا طبعا مفيش شيء بيفضل على حاله كده ، أه أحيانا ممكن لبعض الناس يستمر حالهم السيء لفتره طويله ممكن كمان لحد مايموتوا ، لأن لكل قاعده شواذ ، الناس دي عموما زي ماقلت فعلا عندها يومها طويل ، مع ان الساعات هيا هيا ، لأنها بتتحمل كتير وربنا جعل جواها الصبر علشان تقدر تتحمل كل الظروف المعنوية والجسدية والإجتماعية وكل الضغوط النفسية .

لكن فيه غيرهم اليوم عندهم عباره عن ثواني ، عباره عن لحظات كلها سعاده وفرح ومش ناقصها أي حاجه ، بيتمنوا لو يفضل فيها اليوم لحد هنا من غير ماتتحرك فيه عقارب الثواني أو الدقايق أو الساعات ، الناس دي محظوظه في حياتها ، بس مع الأسف ممكن حظهم ده يخليهم مش بيحسوا بيغرهم ، لأنهم فاكرين كل ال حواليهم عايشين بنفس ظروفهم ونفس إحساسهم السعيد ، مايعرفوش يعني ايه جوع ،مايعرفوش يعني أيه حرمان حب ومشاعر وعطف واحتواء ، وفقدان الأسرة والدفا ، مايعرفوش يعني ايه حد يصحى الصبح بدري ويخبي وشه علشان محدش يعرفه وهو بيقلب في أكياس الزباله وال فيها ، يمكن يلاقي فيها بقايا أكل لأولاده ، مايعرفوش ان الأب ممكن يشتغل شغله واتنين علشان يوفر لأولاده مصاريفهم ، مايعرفوش ان فيه ارملة لسه صغيرة واتحرمت من انها تعيش حياتها تاني مع زوج جديد بس فضلت تعيش لأولادها وسعادتهم ومش مهم هيا وسعادها ، مايعرفوش ان الأب ممكن يرجع متأخر بالليل تعبان من كتر الشغل ويلاقي نفسه نايم من كتر التعب وحتى مش بيعيش إحساس فرحة أولاده له وهو راجع لأنهم نايمين ، مايعرفوش يعني بنت عايشه في وسط الأسرة الفقيره واتنازلت عن طموحاتها بس لأنها فقيره .

الوقت رغم ان هو هو مش بيختلف لكن الإحساس والشعور فيه مختلف ، بس هقولك رغم كل ال ممكن تتعرض له في حياتك حاول ، حاول تخلق لنفسك جو من السعادة ، حاول تنسى في الليل بعض من همومك ، ومتنساش زي ماقلت ان بعد كل ضيق فرج ، وبعد كل عسر يسر ، ومتنساش كمان ان كل ال بتتعرض له له مقابل من عند ربنا ، لأن مع كل حرمان اتحرمته جزاء كبير من ربنا يوم الحساب ، بس اوعى تتمرد وتقول ليه يارب انا من دون الناس بتعمل فيه كده ، ومتنساش كمان ان مش معنى انك اتحرمت من حاجات كتير يبقى كره من ربنا لا طبعا ، وهسألك شوية أسئلة ، وجواب عليها بينك وبين نفسك ، هل معنى العطاء رضا من الله والمنع كره منه للإنسان ؟ هل كل عطاء يعقبه سعاده ؟ هل رأيت يوما أحدا كان من حظه كل النعم من المال الكثير والولد البار والزوجة المطيعة وراحة البال والصحة ؟ قل الحمد لله وكفى .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock