مقالات

الدكروري يكتب  زلات القلم واللسان

الدكروري يكتب  زلات القلم واللسان

الدكروري يكتب  زلات القلم واللسان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمة مهداة للعالمين كافة، وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد أيها الإخوة الكرام انتقوا خير الكلام، احذروا زلات القلم واللسان، فإنه قد يوقع الإنسان في سخط الرحمن، قال رجل للفضيل بن عياض كيف أصبحت يا أبا علي؟ فكان يثقل عليه، كيف أصبحت؟ وكيف
inbound6661372682115316974
أمسيت؟ فقال في عافية، فقال كيف حالك؟ فقال على أي حال تسأل؟ عن حال الدنيا أو حال الآخرة؟ إن كنت تسأل عن حال الدنيا فإن الدنيا قد مالت بنا وذهبت بنا كل مذهب، وإن كنت تسأل عن حال الآخرة فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله، وفني عمره، ولم يتزود لمعاده، ولم يتأهب للموت، ولم يخضع للموت، ولم يتشمر للموت، ولم يتزين للموت وتزين للدنيا.
وحال الكثير منا يصفه عوف بن عبد الله حينما قال إن من كان قبلكم كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم، وإنكم اليوم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم، وما نراه اليوم من بذل الأوقات والجهد والأخذ والعطاء والتدقيق والتمحيص لأجل الدنيا لوجدنا العجب حتى إن البعض لو أراد شراء حاجة حقيرة أشغل نفسه أياما عديدة، وأضاع من أوقاته ساعات ثمينة ولو رأيته في المسجد لرأيت نقر الصلاة وعدم الاهتمام بركوعها وسجودها بل ومسابقة الإمام يؤديها بغير خشوع ولا ترى منه الدموع، فالكثير من الناس مهموم مغموم في أمور الدنيا، ولا يتحرك له طرف إذا فاتته مواسم الخيرات أو ساعات تحري الإجابات تراه لاهيا، ساهيا شاردا يجمع ويطرح. 
ويزيد وينقص وكأن يومه الذي يمر به سيعود إليه أو شهره الذي مضى سيرجع إليه؟ وقال بندار يتحدث عن يحيى بن سعيد اختلفت إليه عشرين سنة، فما أظن أنه عصي الله قط، وإن الله سبحانه وتعالي يبتلي العبد وهو يحبه ليسمع تضرعه، فيحب الله عز وجل أن يسمع تضرع العبد إليه سبحانه وتعالى، فهل فكرت قبل أن تطرق الأبواب، وقبل أن تستغيث بالناس، وقبل أن تلجأ إليهم أن تفر إلى الرب الغفور الرحيم، أن تلجأ إلى ذي الجلال والإكرام، فقيل البلاء يستخرج الدعاء، فتجد الرجل لا يذكر ربه، ولا يدعو الله، ولا يقوم الليل، ولا يقرأ القرآن، ولا يتصدق، ولا يفعل شيئا، فإذا نزل البلاء استخرج هذا كله، فدمعت عينه، ورفع يديه، خشع قلبه، سكنت نفسه، وتاب إلى الله، فمَن يستطيع أن يدفع كل يوم مقابل نعمة مفاصل جسمه. 
صدقات مالية بعددها البالغ ثلاثمائة وستين مفصلا؟ ولكن رحمات الله وبركاته وكرمه على عباده جعلت فعل الخيرات هو من الصدقات، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها وقد سُئلت عن خُلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ” لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا فى الاسواق ولا يجزى بالسيئه السيئه ولكن كان يعفو ويصفح ” رواه الترمذى، وقد قيل أنه شتم رجل معاوية شتيمة في نفسه، فدعا له وأمر له بجائزة ، فلا بد من تربية النفس على الرضا، والصبر، واللين، والمسامحة، وهي قضية أساسية، والإنسان يتحلم حتى يصبح حليما، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا” أي أن العفو لا يزيد صاحبه إلا عزا ورفعة وسمو قدر في الدنيا والآخرة” رواه مسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock