شعب الله المختار
بقلم: سلوى علوان
على إحدى الفضائيات، قال مواطن فلسطيني “جرحنا من غياب أهلنا العرب عما يحدث لنا أكبر بكثير من جرح الحرب مع الاحتلال”
وأقول له:
يا أخي، حينما يحب الله عبدا يبعد عن القريب والغريب وينقيه من كل مقومات الحياة الدنيا حتى يسلم نفسه وقلبه وروحه ومصيره كاملا لله رب العالمين، فأيهما أولى بأن نأمن لصحبته، البشر أم رب البشر؟
إنكم والله شعب الله المختار، شعب الله الذي قدم أرواح أطفاله ورجاله ونسائه وخيرة شبابه قرابينا على مذبح الحرية وطريق الأقصى المقدس.. إننا على يقين بأن الله اصطفاكم بمحبته وأن الابتلاء الكبير الذي تعيشونه هو قربانكم للجنة وللخلود وللكرامة والعزة، فأي ملحمة تلك التي يسطرها الشعب الفلسطيني بصموده وقوته وصبره، يا شعب الجبارين علمتم الدنيا قيمة الحرية ولقنتم البشرية معنى أن يكون لك وطنا حرا غاليا، فأي النساء نساؤكم اللاتي يحملن جثامين أطفالهن بإيمان وصبر ويقين مطلق بالنصر فيقلن أنهن صامدات صابرات محتسبات حتى لو قدمن كل أولادهن فداء لتراب هذا الوطن؟!
وأي أطفال هؤلاء الذين يطاردون الدبابات والآليات العسكرية بالحجارة وهم يعرفون أن الحجارة لن تفعل لها شيئا وأن رد الاحتلال سيكون طلقة في القلب أو الرأس، ورغم هذا لا يهربون ولا يهابون الدبابات ولا الجنود المحصنون المدججون بأعتى الأسلحة؟!
وأي شيوخ هؤلاء الذين يجلسون فوق أنقاض منازلهم المدمرة وتحتها جثامين زوجاتهم وأولادهم وأحفادهم، فيقولون بيقين وإيمان وصبر “كلنا فداء أرضنا”!!!
وأي صغار هؤلاء الذين إذا ما خرجوا لتوهم من تحت الأنقاض معبئون بالتراب ومثخنون بالجراح وغارقون في دمائهم ورغم هذا كله يرفعون علامات النصر في تحد لكل قوى العالم الفاجر البائس الذي يقف إما داعما أو مساندا للمحتل!!
يا سادة فلسطين الحرة إنا والله نقف أمام أسطورة مقاومتكم منبهرون ومذهولون وعاجزون عن استيعاب صبركم وصمودكم..
يا سادة العالم، يا سادتنا، يا من ترفعون راية الحرية والنضال والكرامة والشرف لا تسألون عمن يدعمكم ولا من راح أو جاء، فمن يباركه ويدعمه الله لا يهمه أحد ولا يهتم لأحد ولن يغلبه أحد..
يا شعب الجبارين والصابرين والقادرين وأصحاب الكرامات العظيمة، رفقا بنا فنحن من نحتاج نفحة من صبركم وإيمانكم ويقينكم..
فكما قال قرآننا العظيم [ إن تنصروا الله ينصركم فلا غالب لكم] أنتم من نصرتم الله لهذا لن يغلبكم أحد، لن يغلبكم أحد..
زر الذهاب إلى الأعلى