سقط ليعلو شبكه اخبار مصر
بقلم :-ايمان رجب البتانوني
توارى الولد خلف عباءة أمه ، فمرت طفولته ولم يرها
كباقى الأولاد .. الضحك .. اللعب .. الحب .. أشياء كان يسمع عنها فقط ، كمن صم أُذنيه عن نداهة الحياه ….
طاعه عمياء ، جعلت منه شبح مبهم الملامح ، لا أحد يعرفه أو يعرف أحد ما أن يخرج ليسير بين الناس …
فالأم تُطعم الأبن المذاكره بنهم ، وتنثر شبقها بالهواء ، والأب يراقب معترض دون كلام ، ولِمَ لا والأبن من أوائل الأعداديه على المحافظه …
– ألتحق بالثانويه ومر عامه الأول والثانى ، وكأنه لازال
برحم الأم ، ألى أن أصبح بالصف الثالث بدأت تراوده بعض الأحلام عن مستقبله فغزل برواز لها ، وحاول أن يرفرف
كطير صغير بجناحيه فرأى أن له ظلاً جميلاً غير ظلها
فترددت شفتاه بأخبار أمه عن حلمه وهو جالس معها للأفصاح عن رغبته الألتحاق بكلية الحاسب والبرمجه
وكأن عربه صدمتها ، أنقلب وجهها مُكشراً عن أنيابه
بعينين حمراوين ، وقاطعته نافرة لا ، لا قاطعه للحبل
السُرى بينهما …
لن تدخل كليه غير كلية الطب ، أُريدك أن تكون طبيباً مشهوراً ، وبكل غضب أطاحت على أخر يدها بالتابلت …
– غمامات أظلت الغرفه حولهم ، حاول الأنتشاء بالكلمات فتحشرجت داخله مريره …
– تدهورت نفسيته وأنتابه حالات صرع ، فاق منها ليجد نفسه داخل حجرة بمستشفى كل شئ بها أصفر : الملائات ..
– الأسره …النوافذ والأبواب …
– مرت عدة جلسات ، بدأ التجاوب مع طبيبه ، سؤال
واحد فقط كان يقف عنده كل مره ، متمتم بأجابه غير الأخرى : من انت ؟!! فيرمق بعينيه بعيداً للسماء ، وكأنه يريد أن يقول : ربما أنا طير ! ولكن كيف ؟!! ربما أنا شجره : ولكن لِمََ ليست بىّ ثمار ، ولِمَ تحط على أغصانى الغربان ؟!!
– أطمأن الطبيب لحالته ، فسمح للأم بزيارته ، دخلت
ثم جلست جاره أخر السرير ، منكسره نادمه على كل طباع القسوه التى اكتسبتها عبر الزمن ، من جيل لجيل متوارث
– كطفل صغير أخذ يتذحزح إلى أن أستكان مُتربع بحجرها
فطمأنت روحه ، وتحررت الكلمات وخرجت كعصافير
مُكهربة ، ترحل من قفصها حرة لتطير .
زر الذهاب إلى الأعلى