مقالات

الدكروري يكتب عن يوم الحشر والنشر والبعث

الدكروري يكتب عن يوم الحشر والنشر والبعث

الدكروري يكتب عن يوم الحشر والنشر والبعث
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 30 ديسمبر 
الحمد لله الذي إليه المرجع والمآب، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له الغفور الرحيم التواب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبين وإمام المرسلين، وأول شافع وأول مشفع في يوم الحساب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم ينشق عن الموتى التراب، أما بعد إن يوم القيامة يوم عظيم شديد وطئته على المؤمنين
والكافرين تشيب منه رؤوس الولدان وتلد منه أولات الأحمال والولدان، إنه حدث جليل تحدث الأرض منه أخبارها وتضع أحمالها بأن ربك أوحى لها، فعليكم بالإيمان باليوم الآخر الذي غفل عنه الكثيرون وكادت الدنيا أن تنسيهم يوم معادهم وحشرهم ونشرهم إنه يوم الحشر والنشر والبعث من القبور أعاذنا الله وإياكم في شر ذلكم اليوم.
فمن أعظم أهوال يوم القيامة التي يجب على المؤمن الإيمان بها والإستعداد لها هو موقف الحشر، والله عز وجل يحشر الناس ويجمعهم ليوم القيامة سواء من كان منهم في قبره، أو أكلته السباع، أو احترق، أو غرق في البحار، أو مات بأي ميتة كانت، والله عز وجل يحشر الخلائق جميعا لا ينسى منهم أحدا، ويحشر العباد يوم القيامة حفاة عراة غرلا أي غير مختونين كما ولدتهم أمهاتهم، وكل إنسان يبعث على الحال التي مات عليها من التقوى والإيمان والكفر والعصيان، والحشر يوم القيامة مواقف واهوال والناس يحشرون على أصناف متعددة ونحل متفرقة، فمن ذلك أن الكفار يحشرون على وجوههم، ومن ذلك أن الناس يحشرون على طرائق، ومنها أن المتقين يحشرون على أحسن مركب.
فإنهم يحشرون أي المتقين على الإبل النجائب تكريما لهم، ويحشر الناس يوم القيامة على أرض غير هذه الأرض، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تلقي الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول في هذا قُتلت، ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول في هذا قُطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا” فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين كما أخبرنا الله تعالي وهو أصدق قائل وذلك أن الله تعالي ينزل ماء من السماء فتمطر الأرض أربعين يوما فتنبت منه الأجساد في قبورهم كما ينبت الحب في الأرض، وإن الناس يذهلون من هول المحشر عن كل شيء، وإن قدرة الله العظيمة على جمعهم وحشرهم في صعيد واحد ومحاسبتهم.
وفي يوم الحشر تظهر حقيقة الدنيا لأهلها وحقارتها، وإن تكذيب الكفار والمجرمين مبني على إنكار الساعة، وجاء تقرير الساعة مفصلا بسرد وقائع تقع بعد قيام الساعة إمعانا في التقرير والتوضيح، فكأن وقوع الساعة والبعث بعد الموت للحساب أمر مفروغ منه، ولكن قد يلتبس عليهم صور أهل الشقاء فلا يعرفونها فجاء ذكر مصير المكذبين بالساعة والسعير المتقد عليهم، وإن الكافر لا يريد الإيمان باليوم الآخر لأسباب عدة منها هو الإيمان بالساعة يعني مفارقته لما هو عليه من الأمور التي اعتادها واطمأن إليها فإن كان ذا مال فارق هذه الملذات التي يوفرها له هذا المال، وإن كان ذا جاه ومنصب فارق هذه المكانة، وإن كان ذا نفر وأتباع فارقهم وفي كل ذلك حرمان وشعور بالوحشة والضيق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock