أخبار مصر

الدكروري يكتب عن نجاة الأمة من طوق الغفلة

الدكروري يكتب عن نجاة الأمة من طوق الغفلة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 5 ديسمبر

الحمد لله الأول والآخر والظاهر والباطن، فهو الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء، والباطن فليس دونه شيء، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، أما بعد إنه تكمن أهمية الإيجابية في أنها تمنع من الانحراف في الدين، حيث أن مشكلة أي دين تكمن في الابتداع فيه لذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم منه، بل هدد وأوعد من يقدم على هذا الفعل والبدعة لا تقوم ولا تظهر إلا عند غفلة أهل الحق وقعودهم عن القيام بالمسئولية المنوطة بهم، المعلقة في أعناقهم، فإذا وجدت عند ابتدائها من يردها فإنها ترجع مدحورة إلى جحرها، ولا تزال تطل برأسها بين الحين والآخر، وتنظر من طرف خفي حتى تجد الغفلة والسهو من أهل الحق فتعود من جديد.

وأيضا من أهمية الإيجابية أنها تعمل على تصحيح المفاهيم، حيث أن المجتمع الإنساني تتفاوت فيه مستويات الفهم، فهناك من يسير على الجادة وهناك من ينحرف به الطريق، والمجتمع الإسلامي ليس بدعا في هذا الأمر، ولكن ما العاصم إذا ما حدث انحراف في الفهم ؟ وإنه لم يتركنا الإسلام للأهواء تتقاذفنا حيث تشاء، ولكنه وضح لنا المنهج، فنرى هنا أن الفهم الصحيح يعتمد على شقين، وهما شق نظري، وشق تطبيقي، أما النظري فهو كتاب الله، وأما العملي فهم القائمون على تطبيق ما جاء في كتاب الله، وعلى رأس هؤلاء عترة النبي صلى الله عليه وسلم، ولو أن الأمر ترك هكذا كل يفعل ما يراه صوابا دون مرجعية من العلماء العاملين الذين يقفون بالمرصاد لكل من أخطأ الطريق، لوجدنا أن الإسلام يتشعب بعدد الآراء والأهواء.

واعلموا يرحمكم الله إن الاعتصامُ بالله ورسوله نجاة للأمة من طوق الغفلة، وهداية لها إلى الطريق الصحيح، فلا التواء ولا اعوجاج، ولا زيغ ولا انحراف، ولا بدع ولا أهواء، فإن في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حث على التمسك بالكتاب والسنة، حيث قال ” وقد تركت فيكم ما إنِ اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمرا بينا، كتابَ الله، وسُنة نبيه” رواه مالك، وكما أن الدعوة إلى هذا المنهج الرباني سبيل لنجاة الأمة، ويقظتها من غفلتها، وسعادتها في الدنيا والآخرة، وتنبيه للغافلين بأحكام الله وشريعته، ودين الرسول وسُنته، وتحقيق عقيدة لله ولرسوله وللمؤمنين والبراء من الكافرين، وعدم موالاتهم، والتقرب إليهم، والسّير في ركابهم، والتقليد الأعمى لِما يحملون من عقائد ومناهج وأخلاق، تصادم الدين والقيم.

كل ذلك نجاة من طوق الغفلة، والاستعداد للدار الآخرة، بالعمل الصالح، وترك الانغماس في حب الدنيا وملذاتها وهذا هو طوق النجاة من الغفلة، وما توانى العاملون، ولا تأخر الكسالى إلا بسبب الغفلة عن الآخرة، والانشغال عن العمل للآخرة، أما أهل الصلاح فهم خلاف ذلك، فإن الدنيا سرعان ما تبلى، وعمّا قريب ستفنى، وليس لها عند الله شأن ولا اعتبار، وإنما هي قنطرة إلى الجنة أو النار، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء” رواه مسلم، والاستعاذة بالله تعالى، والاستعانة به وحده، على مكايد الشيطان وحبائله، وشروره ومصايده وهذا هو طوق للنجاة من الغفلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock