الدكروري يكتب عن عليكم بمطالعة قصص الأنبياء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 18 ديسمبر
الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمةً للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدني ثم أما بعد، إن من وسائل الثبات هو مطالعة قصص الأنبياء وحياة الصحابة والتابعين، ولقد قص الله تعالي علينا في كتابه قصصا طيبة من أخبار الأنبياء والسابقين، ولم تذكر للتسلية والسمر ولكن لننتفع ونتعظ بها، ومن منافعها تثبيت قلوب المؤمنين والمؤمنات والطائعين والطائعات، فقال الله سبحانه وتعالى.
“وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين” وقال الإمام ابوحنيفة رحمه الله القصص جند من جنود الله يثبت الله بها أولياءه، وقال ابن رجب رحمه الله إن في سماع أخبار الأخيار مقويا للعزائم ومعينا على اتباع تلك الآثار، وجاء في تفسير محاسن التأويل للقاسمي، أي نقوي به قلبك لتصبر على أذى قومك، وتتأسى بالرسل من قبلك، وتعلم أن العاقبة لك، كما كانت لهم، ولسنا بأقوى قلوبا ولا أرسخ إيمانا من رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى له ” وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك” وفي أوقات الفتن يجب استذكار ونشر قصص الأنبياء فقال تعالى “فاقصص القصص لعلهم يتفكرون” فعن ثبات الانبياء هذا الخليل إبراهيم عليه السلام ثبت علي الحق حين ألقي في النار.
وقال “حسبي الله ونعم الوكيل” ولما قال أصحاب موسى “إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين” وقال هود لقومه في ثبات شامخ “إني أشهد الله واشهدوا أني بريئ مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم”ولما تبين الحق لسحرة فرعون قالوا في ثبات شامخ قالوا ” آمنا برب العالمين رب موسى وهارون” ولما هددهم “فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى” قالوا في ثبات الرواسي “لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا” فأصبحوا سحرة، وأمسوا شهداء بررة “وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم” وهذا سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم، جاءه أبا الوليد عتبة بن ربيعة.
وهو من كفار قريش يساومه علي ترك دينه ويجعله يتراجع عن أمر الإسلام فقال” يابن أخي، إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم فاسمع مني، إن كنت تريد مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد شرفا سودناك علينا وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا، فنظر إليه النبي صلي الله عليه وسلم وقال أفرغت يا أبا الوليد؟ قال نعم قال فاسمع مني، بسم الله الرحمن الرحيم ” حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعوننا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون” فقام عتبة وذهب لأصحابه.
وقال يا معشر قريش، أطيعوني وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، قالوا سحرك يا أبا الوليد بلسانه قال هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم، فكم كان النبي صلي الله عليه وسلم عظيما ثباته علي الحق.
زر الذهاب إلى الأعلى