مقالات

الدكروري يكتب عن العز في القناعة

الدكروري يكتب عن العز في القناعة

الدكروري يكتب عن العز في القناعة 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 27 ديسمبر 
الحمد لله الذي أنعم وأجزل وتكرم وتفضل، أحمده سبحانه على فضله الآخر والأول وأشكره على عطائه المتقبل، وخيره المتبذل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الآخر والأول، جعل السنين دول والنصر لأوليائه لمن تدبر وتأمل، والذلة والصغار لمن كفر وتنصل والويل لمن تبع خطوات الشيطان وسول، وسوف في التوبة وطول، ذلك وعد الله لمن قرأ وتأصل وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله النبي المبجل والرسول الصادق
الممول، طوبى لمن تمسك بسنته التي عليها المعول وحسرة لمن نبذها وتأول صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ومن تمسك بهديه الأكمل وطريقه الأمثل، إلى يوم الجزاء والفصل أما بعد، لقد كان نبينا المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى.
والقدوة الحسنة لكل مسلم يريد أن يصل إلى كمال الأخلاق، فينبغي علينا التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله، وروى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني” أي الأسير” ومعني قوله ” أطعموا الجائع” أي قدموا له من الطعام ما يشبعه، ويذهب عنه الجوع لأن الإسلام دين الرحمة والتعاطف، ومن أهم ما يقتضيه ذلك إطعام الفقير الجائع، ومعني قوله ” وعودوا المريض” أي قوموا بزيارة المريض، ومعني قوله ” وفكوا العاني” أي خلصوا الأسير من يد الأعداء، وكذلك المحبوس ظلما، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا نظر أحدكم إلي من فضل عليه في المال والخلق، فلينظر إلي من هو أسفل منه ممن فضل عليه” رواه البخاري.
وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم من كان فقيرا قانعا بأنه من المفلحين، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح “قد أفلح من هدي للإسلام، وكان رزقه كفافا، وقنع به” رواه مسلم، كما أنه صلى الله عليه وسلم بين أن القناعة سبب من أسباب كثرة الشكر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس” ولكن لماذا تكون أغنى الناس إذا رضيت بما قسم الله لك؟ وأن السبب هو أن من قنع استغنى عن كل شيء، فليس الغنى بكثرة المال، ولا بكثرة الولد، ولا بكثرة الجاه، ولكن الغنى غنى النفس، والقناعة غنى وعز بالله، وعدم القناعة فقر وذل للغير، ومن لم يقنع لم يشبع أبدا، ففي القناعة العز والغنى والحرية.
وفي فقدها الذل والتعبد للغير، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم” تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أعطي رضي وإن منع سخط تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبي لعبد آخذ بعنان فرسة في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في السياقة كان في السياقة وإن كان في الحراسة كان في الحراسة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع، طوبي له ثم طوبي له” رواه البخاري، فأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرا لي عنده يوم القيامة ” يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم” وأسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock