الدكروري يكتب عن الإحسان واجب على المسلم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 26 ديسمبر
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أمر بالاجتماع ونهى عن الافتراق، وأشهد أن لا إله إلّا الله الحكيم العليم، الخلاق الرزاق، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رُفع إلى السماء ليلة المعراج حتى جاوز السبع الطباق، وهناك فرضت عليه الصلوات الخمس بالاتفاق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في الآفاق، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم التلاق، أما بعد يقول النبي صلى الله عليه وسلم “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء” رواه أبوداود والترمذي، فديننا هو دين الرحمة للإنسان عموما، بل والحيوان، وفي كل ذي كبد رطبة أجر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالإحسان أيضا، فقال تعالى “وأحسنوا إن الله يحب المحسنين”
فالإحسان واجب على المسلم في كل تصرفاته، ومع كل الخلق، وقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته” رواه مسلم، وقال تعالى في وصية عظيمة للمسلمين وغيرهم كما جاء في سورة النساء “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا” فلم يترك أحدا من التعامل معه بالإحسان، ونصوص الكتاب الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وأعمال المسلمين في هذا الباب كثيرة لا تحصر، مما لا يوجد له نظير في دين من الأديان.
وإن هناك العديد من آيات القرآن التي تتحدث عن المعنى العام للإسلام ومن ذلك على سبيل المثال هو أن نبى الله يعقوب عليه السلام عندما أحس بدنو أجله سأل أبناءه، من تعبدون من بعدى؟ فقالوا كما جاء في القرآن فى سورة البقرة ” قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون” ويشير نبى الله نوح عليه السلام إلى ذلك فيما يرويه القرآن الكريم الذى يصف نوحا بأنه مسلم، أي مستسلم لله، فعندما كلفه ربه بأن يدعو الناس، قال لهم كما جاء فى سورة يونس ” فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجرى إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين” وهذا هو المعنى “إذا كان الإسلام معناه أن لله التسليم، فإننا أجمعين، نحيا ونموت مسلمين” ولهذا يشدد القرآن مرارا وتكرارا على أن دين الإسلام في الأساس دين واحد.
وإن بلغ رسالته أنبياء مختلفون على مر التاريخ، وهذا ما تعبر عنه الآية الكريمة فى سورة الشورى ” شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه” ويقول القرآن إن من الخطأ التفرقة بين الرسالات السماوية، أو بين نبي ونبي، فالأنبياء كافة أرسلهم رب واحد، وذلك في قوله تعالى فى سورة البقرة ” لا نفرق بين أحد من رسلة” ومما تقدم يتضح بجلاء إقرار القرآن أن أساسيات الرسالات السماوية كلها واحدة، وأنها تسعى إلى هدف واحد هو صلاح الإنسان في دنياه وأخراه، وأما عن الإسلام بالمعنى الخاص، فتطلق كلمة الإسلام بمعناها الخاص على ذلك الدين الذى دعا إليه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في القرن السابع الميلادي بوصفه وحيا مُنزلا من عند الله.
وبوصفه تصديقا للرسالات السماوية السابقة المنزلة من عند الله، وتجديدا وإحياء لها، وكذلك تصحيحا مُنصبّا على ما في الديانات السابقة، من أمور حرفها البشر بطريق الخطأ على مدى التاريخ، ومن أجل ذلك يؤكد القرآن هذه الحقيقة في مواضع عدة ويبين أنه جاء رحمة وذكرى للمؤمنين ومنها قوله تعالى فى سورة العنكبوت” أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن فى ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون”
زر الذهاب إلى الأعلى