أخبار مصر

الدكروري يكتب عن أول صلاة جمعة للنبي بالمدينة

الدكروري يكتب عن أول صلاة جمعة للنبي بالمدينة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 13 ديسمبر

الحمد لله إقرارا بوحدانيته، والشكر له على سوابغ نعمته، اختص بها أهل الصدق والإيمان بصدق معاملته، ومن على العاصي بقبول توبته، ومد للمسلم عملا صالحا بوصيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المفضل على جميع بريته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فإننا إذا تحدثنا عن أول خطبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها بالمدينة، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيها “وإن تقوى الله تبيض الوجه، وترضي الرب، وترفع الدرجة، خذوا بحظكم، ولا تفرطوا في جنب الله، قد علمكم الله كتابه، ونهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا وليعلم الكاذبين، فأحسنوا ما أحسن الله إليكم.

فقال تعالى “وجاهدوا فى الله حق جهاده” وسماكم المسلمين، فقال تعالى “ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة ” ولا قوة إلا بالله، فأكثروا ذكر الله، واعملوا لما بعد الموت، فإنه من أصلح ما بينه وبين الله يكفه ما بينه وبين الناس، ذلك بأن الله يقضي على الناس، ولا يقضون عليه، ويملك من الناس ولا يملكون منه، الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم” ثم كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطب تذكر بالله، وتدعو إلى حبه والتحاب فيه، والتنفير من الدنيا، وبيان العلم الشرعي وفضله وبثه في الناس من جيران وغيرهم، ثم تلك الخطبة الجامعة العظيمة في حجته التي ودع فيها الناس، وأعطاهم فيها دروسا عظيمة قيمة، تحمل وصايا كثيرة نافعة في البعد عن الظلم، وترك الربا، والإيصاء بالنساء.

وغيرها مما ينير للأمة الإسلامية في كل قرونها المقبلة طريقا هاديا يرضاه الله ورسوله، ويفوز سالكوه بخيري الدنيا والآخرة، وهكذا عمر خلفاؤه الراشدون الأئمة، الحنفاء المهديون منابر المساجد، مرشدين وموجهين، ومتحسسين حاجة الأمة المسلمة إلى ما يرقق قلوبها، ويوضح لها معالم الحق، ويسيرها على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك، وسارت على هذا النمط الأجيال المؤمنة تستخدم منابر المساجد للإرشاد، والتوجيه، والإنذار، والتحذير، وبيان الأحكام، وغرس العقيدة الصحيحة، وعلاج ما في المجتمع من أدواء وعيوب، واستئصال شأفة الحقد والحسد وكل خلق ذميم، والحث على المنهج الصحيح، والسلوك المستقيم حتى يعيش المجتمع المسلم نقيا صافيا متوادا متراحما، متكاتفا متعاطفا.

يحس فرده بما يقلق جماعته، وجماعته بما يزعج فرده، فقال صلى الله عليه وسلم “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا” وقال صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعت إليه سائر الأعضاء بالسهر والحمى” فاللهم أعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم بك آمنا وإليك استجبنا وإليك مددنا أيدينا ورفعنا دعواتنا فلا تردنا خائبين، إلهنا إن منعتنا فمن الذي يعطينا، وإن طردتنا فمن الذي يؤوينا، إلهنا لاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم لا تكلنا إلا إليك، اللهم من كان من بطانة ولاة أمورنا غير ناصح لهم ولا لرعيتهم فأبعده عنهم يا رب العالمين وأبدلهم بخير منه إنك على كل شئ قدير ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock