أخبار مصر

الدكروري يكتب عن الإسراف والتبذير في الموارد

الدكروري يكتب عن الإسراف والتبذير في الموارد


بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 30 نوفمبر

الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد، إن الإسراف والتبذير في الموارد يزيد في تضخم مشكلة تدهور البيئة، لذلك وضع الإسلام قواعد تمنع أي هدر في أي مورد، فقال تعالى ” والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ” وقال تعالي ” ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين” وقال تعالي “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين” وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد وهو يتوضأ ” ما هذا السرف يا سعد؟” فقال أفي الوضوء سرف؟ قال صلى الله عليه وسلم ” نعم، وإن كنت على نهر جار” رواه الحاكم.

وكما إن الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها النفقة فلا تنفق على ولدها ولا والديها ولا زوجها، وهي غير مكلفة بالنفقة على نفسها هي، ويلزم زوجها بالنفقة عليها، وكما أن الإسلام رحم المرأة فأوجب لها مهرا كاملا يدفعه الزوج لمجرد الخلوة بها، أو نصفه بمجرد العقد عليها، والإسلام رحم المرأة فقال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك، تكريما واعترافا بحقها، والإسلام رحم المرأة فأسقط عنها فريضة الحج إذا لم يكن معها محرم يحرسها ويخدمها حتى ترجع، والإسلام رحم المرأة فجعل لها ميراثا من زوجها وإخوانها وأولادها ووالديها رغمَ أنها لا تتحمل شيئا من النفقة، وكما أن الإسلام رحم المرأة فحرّم زواجها بلا ولي ولا شهود، حتى لا تُتهم في عرضها ونسب أولادها، والإسلام رحم المرأة.

فأوجب على من قذفها في عرضها جلد ثمانين جلدة، ويُشهّر به في المجتمع ولا تُقبل شهادته أبدا، وكما أن الإسلام رحم المرأة فجعل من يُقتل في سبيلها ليحافظ على عرضه ويدافع عنها جعله شهيدا، والإسلام رحم المرأة حتى بعد موتها فلا يغسلها إلا زوجها أو نساء مثلها، والإسلام رحم المرأة فجعل كفنها أكثر من كفن الرجل فتكفن في خمسة أثواب رعاية لحرمتها، فأفيقوا أيها المسلمون لعلكم ترحمون، وعلينا بالمسارعة والمسابقة، وكما يجب عليك لا تغتر بشبابك ولا تغتر بصحتك ولا تغتر بمالك فهي الدنيا ولا تغرنك الدنيا بزينتها، فإذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم، فهذه الدنيا تقول بملء فيها حذاري حذاري من بطشي وفتكي فلا يغرنكم مني ابتسام فقولي مضحك والفعل مبكي.

ولقد بين الله عز وجل في كتابه الكريم موقفين يندم فيهما الإنسان على ما فات، حيث لا ينفع ندم وهما ساعة الاحتضار، حيث يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الآخرة، فيتمنى لو منح مهلة أخرى من الزمن كي يعمل صالحا، فقال الله تعالى يصف قول المقصر الذي أضاع وقته في الأعمال الفاسدة كما جاء في سورة المنافقون ” رب لولا أخرتني إلي أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين” ويوم القيامة، حيث تجزى كل نفس بما عملت، ويدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فيتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى، إلى الحياة الدنيا، ليعملوا صالحا، فإنه الوقت الثمين الذي يهدر بلا فائدة ودون منفعة تذكر، فإذا أردت أن تدرك قيمة العام، فاسأل من رسب في الامتحانات، وإذا أردت أن تعرف قيمة الشهر، فاسأل من رزقها الله بمولود ناقص النمو.

وإذا أردت أن تعرف قيمة الأسبوع، فاسأل المحرر الذي يصدر جريدة أسبوعية، وإذا أردت أن تعرف قيمة اليوم، فاسأل من ستنتهي عطلته الأسبوعية غدا، وإذا أردت أن تعرف قيمة الدقيقة، فاسأل من فاته القطار، وإذا أردت أن تعرف قيمة الثانية، فاسأل سائقا نجا من حادث محقق، وإذا أردت أن تعرف قيمة الجزء من الثانية، فاسأل بطلا شارك في سباق المائة متر، ولقد خلق الله تعالى الإنسان في هذا الكون وأمره بعمارة الكون واستخلفه في هذه الأرض وجعله سيدا على هذا الكون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock